مقالات

التحضير للانتخابات المقبلة

د. فاتح عبدالسلام

قضى‭ ‬العراقيون‭ ‬المتطلعون‭ ‬لغد‭ ‬أفضل،‭ ‬كاملَ‭ ‬سنة‭ ‬‮ ١٢٠٢‬‭ ‬والصخب‭ ‬يحيط‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬حول‭ ‬التحضير‭ ‬للانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬والشكوك‭ ‬في‭ ‬اقامتها‭ ‬او‭ ‬تأجيلها،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬ونزول‭ ‬في‭ ‬موجات‭ ‬القلق‭ ‬التي‭ ‬تنعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬والمعيشي‭ ‬للناس،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬اجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬موعدها‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬العاشر،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬البلد‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬ساقطا‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬المهاترات‭ ‬السياسية‭ ‬حول‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات‭ ‬وعدم‭ ‬اعتراف‭ ‬قسم‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬بنتائجها‭. ‬انتهت‭ ‬السنة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحال،‭ ‬فلم‭ ‬ير‭ ‬العراقيون‭ ‬من‭ ‬فضائل‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬شيئاً‭ ‬ليجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬الموعد‭ ‬التقليدي‭ ‬لدورة‭ ‬انتخابية‭ ‬عادية‭ ‬جديدة،‭ ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬الحال‭ ‬والبلد‭ ‬لم‭ ‬يتخلص‭ ‬مما‭ ‬وقع‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬متشظ‭ ‬بسبب‭ ‬انتخابات‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬الكلام‭ ‬فيها؟‭ ‬وما‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬انتخابات‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬انّ‭ ‬التحضير‭ ‬لها‭ ‬يبدأ‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬السنة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬ان‭ ‬موعدها‭ ‬محصور‭ ‬بين‭ ‬الخامس‭ ‬والسابع‭ ‬من‭ ‬شهورها‭. ‬دوامة‭ ‬الانتخابات‭ ‬طاحونة‭ ‬للوقت،‭ ‬والأموال،‭ ‬والإنتاج،‭ ‬والاعصاب‭. ‬ماذا‭ ‬عساهم‭ ‬ان‭ ‬يفعلوا؟‭ ‬هل‭ ‬ينفع‭ ‬البلد‭ ‬الطامس‭ ‬في‭ ‬التردي‭ ‬ان‭ ‬ينتج‭ ‬حكومة‭ ‬تستمر‭ ‬خمسة‭ ‬شهور،‭ ‬إذا‭ ‬تفاءلنا‭ ‬بتشكيلها‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬‮٢٠٢٢‬،‭ ‬هل‭ ‬ستكون‭ ‬حكومة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬والتفكير‭ ‬بخطط‭ ‬اقتصادية‭ ‬ناجعة‭ ‬وتنفيذها‭ ‬أم‭ ‬ستتفرغ‭ ‬للإعداد‭ ‬للانتخابات‭ ‬اللاحقة‭ ‬الوشيكة؟‭ ‬إذا‭ ‬قاموا‭ ‬بإصدار‭ ‬مرسوم‭ ‬لتغيير‭ ‬الموعد‭ ‬الدستوري‭ ‬للانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬العامة،‭ ‬فذلك‭ ‬يعني‭ ‬انهم‭ ‬يحددون‭ ‬مسبقا‭ ‬عمر‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهذا‭ ‬سيقود‭ ‬لموضوع‭ ‬خلافي‭ ‬جديد‭. ‬أو‭ ‬انَّ‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يتركوا‭ ‬المجال‭ ‬لتكون‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬ستفرزها‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لترسم‭ ‬لهم‭ ‬المواعيد‭ ‬الدستورية‭ ‬الجديدة؟‭ ‬حقيقة‭ ‬الخلافات،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بأي‭ ‬همّ‭ ‬من‭ ‬الهموم‭ ‬الدستورية،‭ ‬ولا‭ ‬تخطر‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬ببال‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المتصارعين‭ ‬على‭ ‬جولة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬ستزيد‭ ‬من‭ ‬متاعب‭ ‬العراقيين‭ ‬لسنوات‭ ‬أخرى،‭ ‬وتكرس‭ ‬بقاء‭ ‬اسم‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬ذيل‭ ‬أي‭ ‬تصنيف‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال،‭ ‬وهذا‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬سؤال‭ ‬الملايين‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬وجود‭ ‬التاريخ‭ ‬العميق‭ ‬والجغرافيا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والثروات‭ ‬النفطية‭ ‬بأيدي‭ ‬مَن‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينهض‭ ‬بسمعة‭ ‬البلد‭ ‬ومكانته‭ ‬ومستوى‭ ‬حياة‭ ‬شعبه؟‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى