مقالات

التعليم والزبّال العظيم

التعليم والزبّال العظيم ضياء واجد المهندس

نشأ “‬لى ميونج باك” .. ‬رئيس كوريا الجنوبية السابق .. ‬2008-‬ 2013 -‬ طفلا فقيرًا جدًّا، ‬و كان ‬يعمل زبَّالًا (‬يَجمعُ ‬القُمامَةَ ‬يدويًّا) ‬حتى عمر ‬18 ‬عامًا ‬ليُنفِقَ ‬على تعليمه .. ‬إلتحق بعد تخرُّجه بشركة هيونداي؛ و بعد خمسة أعوام أصبح مديرًا للشركة العملاقة بعد أن ضاعَفَ ‬رأسَ ‬مالِها في ‬خمسةِ ‬أعوامٍ؛ ثُمَّ ‬رئيسًا لهيونداي؛ ثُمَّ ‬رئيسًا لكوريا كأصغرِ ‬رئيسِ ‬دولةٍ ‬فى العالمِ.‬في ‬محاضرةٍ ‬ألقاها فى جامعة السلطان قابوس كضيفٍ ‬رئيسيٍّ ‬فى المنتدى الإقتصادي ‬الآسيوي ‬قال: ‬لم تَمْحو الرئاسةُ ‬آثارَ ‬و رائحةَ ‬القُمامَةِ ‬من ‬يدي؛ و هذا أكثر ما أفخرُ ‬به الآن .. ‬و استطردَ ‬قائلًا: ‬إنَّ ‬كوريا كانت خامس أفقر دولةٍ ‬فى العالم من ‬50 ‬عام، ‬بينما اليوم هي ‬أكبرُ ‬خامسِ ‬إقتصادٍ ‬فى العالَمِ ‬بسبب الإهتمامِ ‬و التركيز ‬ِعلى التعليمِ؛ فنحنُ ‬لا نملِكُ ‬أيَّ ‬مواردَ ‬فى كوريا ‬غير البشر ..‬في ‬غضون خمس سنوات جعل من هيونداي ‬إمبراطورية صناعية عملاقة؛وفي ‬خمس سنوات إرتقى ب كوريا الجنوبية إلى خامسِ ‬إقتصادٍ ‬فى العالم، ‬و لها قوةٌ ‬سياسيةٌ ‬و إقتصاديةٌ ‬عملاقةٌ ‬بلا أيِّ ‬موارد طبيعيةٍ ‬تُذكَرُ..‬عندما تَرَكَ ‬الرئاسةَ ‬عَمِلَ ‬موظَّفًا فى هيئة علوم البيئة براتب ‬2200 ‬دولار شهريًّا خاضعةً ‬للضرائب لكنه ‬يحصل على ‬30000 ‬دولار فى محاضرة ساعة واحدة..‬جامِعُ ‬القُمامَةِ ‬الشَّريفُ ‬صَنَعَ ‬لنفسه و عائلته و بلده شرفًا و كرامةً ‬يفتخرُ ‬بها أبناؤهُ ‬و أحفادُهُ ‬و شعبُهُ ‬إلى ‬يوم القيامة.. ‬تذكَّرتُ ‬رئيسَ ‬كوريا الجنوبية و أنا أستمعُ ‬إلى سياسيٍّ ‬يرأَسُ ‬تَجَمُّعًا و هو ‬يتحدثُ ‬عن ثَرائِهِ ‬و إنجازاتِهِ ‬الوهمية في ‬الأمن و الإقتصاد و السياسة.. ‬والأغربُ ‬أنَّ ‬رؤساءَنا ‬يتبجَّحون بتأريخٍ ‬نضاليٍّ ‬و جهاديٍّ ‬و بطوليٍّ ‬و جعلوا من العراق في ‬الدَّرْكِ ‬الأسفلِ ‬من الهاويةِ ‬بلا أمانٍ ‬و لا اقتصادٍ ‬و لا هيبةٍ ‬و لا عيشةٍ ‬كريمةٍ ‬و لا تأمينٍ ‬صحيٍّ ‬و لا تعليمٍ ‬مقبولٍ ‬و لا سَكَنٍ ‬بسيطٍ ‬و لا ولا و لا و لا..‬يقولُ ‬خبيرُ ‬جودةِ ‬التعليمِ ‬الكوريِّ ‬د.فيكتور شيا: ‬لا توجد دولة تتحمَّلُ ‬إنتاجَ ‬جيلٍ ‬كاملٍ ‬دونَ ‬تعليمٍ ‬لأنَّهُ ‬سيُدَمِّرُ ‬الدولةَ ‬داخليًّا و ‬يُفَتِّتُ ‬وجودَها.. ‬لقد أهملت حكوماتِ ‬الشرقِ ‬الأوسطِ ‬التعليمَ ‬و الآنَ ‬تدفَعُ ‬الثَّمنَ ..‬لقد أعلنت منظمةُ ‬اليونسكو الدولية في ‬عام ‬1977 ‬أنَّ ‬في ‬العراقِ ‬أفضلَ ‬تعليمٍ ‬في ‬الشرقِ ‬الأوسطِ..‬و كانَ ‬المثقَّفونَ ‬يقولونَ: ‬القاهرةُ ‬تؤلِّفُ ‬و بيروتُ ‬تَطبَعُ ‬و بغدادُ ‬تقرأُ؛ أمَّا الآنَ ‬فأصبحت القاهرةُ ‬ترقصُ ‬و أمسَت بيروتُ ‬تَسكُرُ ‬و باتَت بغدادُ ‬تلطمُ ..‬متى نَجِدُ ‬في ‬حُكَّامِنا و ساسَتِنا قُدوَةً ‬في ‬دَعمِ ‬التعليمِ ‬ونَجِدُ ‬وزيرًا هَمَّهُ ‬العراقَ ‬و العلمَ ‬و ‬يسعى إلى التنظيمِ ‬وليسَ ‬إلى التهديمِ؟!!.‬اللهمَّ ‬انصُر عراقَنا .. ‬وابعَث مِنَّا مَن ‬يُصلِح حالَنا.. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى