مقالات

القيد الالكتروني والجوازات والنقيبةف

فاتح عبدالسلام

وردت‭ ‬تعقيبات‭ ‬عدة‭ ‬،‭ ‬حول‭ ‬آخر‭ ‬مقال‭ ‬هنا‭ ‬بشأن‭ ‬صورة‭ ‬القيد‭ ‬الالكتروني،‭ ‬والصعاب‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬افنى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬،‭ ‬طالباً‭ ‬وخريجاً‭ ‬وموظفاً‭ ‬وجندياً‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬العلم،‭ ‬وشاءت‭ ‬اقدار‭ ‬العراق‭ ‬العظيمة‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬خارج‭ ‬بلده‭ ‬وناقلا‭ ‬حياته‭ ‬واسرته‭ ‬الى‭ ‬حيث‭ ‬وجد‭ ‬مكاناً‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الغربة،‭ ‬وبات‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬اثبات‭ (‬عراقيته‭) ‬عبر‭ ‬الوثائق‭ ‬والتعليمات‭ ‬المتغيرة،‭ ‬وانَّ‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬مع‭ ‬افراد‭ ‬اسرته‭ ‬لاستخراج‭ ‬تلك‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬بمهمة‭ ‬إصدارها‭ ‬القنصليات‭ ‬التي‭ ‬تستنزف‭ ‬أموالا‭ ‬طائلة‭ ‬عبر‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تسهيل‭ ‬اعمال‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬رسالته،‭ ‬هذا‭ ‬العراقي‭ ‬المغترب‭ ‬الذي‭ ‬أرمز‭ ‬لاسمه‭ ‬بالكادح‭ ‬المعذب،‭ ‬محتفظاً‭ ‬باسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬عندي‭: ‬‮ ‬بالفعل‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬العودة‭ ‬للعراق‭ ‬لتجديد‭ ‬جوازاتهم‭ ‬أو‭ ‬إصدار‭ ‬صورة‭ ‬قيد‭ ‬لتتمكن‭ ‬بعض‭ ‬سفارات‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬منظومة‭ ‬لأخذ‭ ‬بصمة‭ ‬العين‭ ‬والإصابع‭ ‬وهي‭ ‬محدودة،‭ ‬وفي‭ ‬بلدان‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فيزا‭ ‬لدخولها‭ ‬لعمل‭ ‬أجراءات‭ ‬البصمة،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬السفر‭ ‬لأسباب‭ ‬صحية‭ ‬ومادية‭ .. ..‬أنا‭ ‬الان‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬شهرين‭ ‬لكي‭ ‬أجدد‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬انا‭ ‬وزوجتي‭ ‬وابني‭ ‬وقد‭ ‬أكملت‭ ‬إجراءات‭ ‬الجوازات‭ ‬ودفعت‭ ‬الرسوم،‭ ‬وكلما‭ ‬إذهب‭ ‬إليهم‭ ‬يقولون‭ ‬دفاتر‭ ‬لطبع‭ ‬الجوازات‭ ‬غير‭ ‬متوفرة‭ !! ‬ويمكنك‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬وهكذا‭.. ‬هم‭ ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬أن‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬وطنه‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬تقطعت‭ ‬به‭ ‬الأسباب،‭ ‬وفني‭ ‬الأهل‭ ‬والأصحاب‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬من‭ ‬يستضيفه‭ ‬من‭ ‬الأقارب‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬فهو‭ ‬مضطر‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الفنادق‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬معه‭ ‬زوجته‭ ‬وأبناؤه‭ ‬فيتحمل‭ ‬نفقات‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬عليها‭ ‬الكثيرون‭. . ‬والمضحك‭ ‬المبكي‭ ‬أن‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬ايام‭ ‬بث‭ ‬تلفزيون‭ ‬الشرقية‭ ‬تقريرا‭ ‬خبريا‭ ‬يبشر‭ ‬المواطنين‭ ‬عن‭ ‬اكتمال‭ ‬طبع‭ ‬الجوازات‭ ‬ويمكنهم‭ ‬مراجعة‭ ‬الجوازات‭ ‬لاستلامها‭ ‬في‭ ‬الغد،‭ ‬وحين‭ ‬توجهنا‭ ‬الى‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬فوجدنا‭ ‬على‭ ‬شباك‭ ‬تسليم‭ ‬الجوازات‭ ‬عشرات‭ ‬المواطنين‭ ‬مع‭ ‬أطفالهم‭ ‬الذين‭ ‬يرومون‭ ‬السفر‭ ‬لإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬خارج‭ ‬العراق،‮ ‬‭ ‬ويؤخرهم‭ ‬عدم‭ ‬إصدار‭ ‬الجوازات‭ ‬لهم‭ ‬وذويهم،‭ ‬وأخبرنا‭ ‬النقيب‭ (‬سيدة‭) ‬أن‭ ‬التلفاز‭ ‬بث‭ ‬خبر‮ ‬‭ ‬إصدار‭ ‬الجوازات،‭ ‬فقالت‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ‬هذا‭ ‬كلام‭ ‬جرائد‭ .. ‬الإعلام‭ ‬بوحده‭ ‬يخربط،‭ ‬ونحن‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬دفاتر‭ ‬جوازات‭ ‬واذهبوا‭ ‬وتعالوا‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ !! ‬وحين‭ ‬سألناها‭ ‬كم‭ ‬الفترة‭ ‬قالت‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭!! ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬أمام‭ ‬الكثيرين‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يقولوا

(حسبنا الله ونعم الوكيل ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى