مقالات

الكل مسؤول ..اولهم الجهل !!

مازن صاحب

الكل راع والكل مسؤول عن رعيته ..قول ماثور عن نبي الامة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين .. لكن ان يكون الجهل نقطة ارتكاز لتطبيق هذه المسؤولية فتلك معضلة كبرى ..يعاني منها عراق الامس واليوم وربما الغد في عالم يتطور في كل ثانية للتخلص من الأمية المعلوماتية فيما مدارسنا الحكومية بلا منفعة تربوية وتحولت الجامعات الى مكب عاطلين عن العمل كل عام بحدود ٢٠٠ الف خريج يضاف الى قائمة العاطلين .السؤال ..هل ينتخب اصحاب التجارب الناجحة لتطبيق واقعي لمضمون التمثيل الانتخابي والمسؤولية المتبادلة بين الناخب والنائب ؟؟منذ بداية حكم المدينة كان رجل الدين اذا فسد حلل للحاكم ما لا يمكن ان يكون .. هكذا زاد الجهل في مظاهر تنتقد يوميا من على المنابر لتلك النخلة المباركة او الصينية المباركة… لنا ان نتذكر احد زعماء التيارات الإسلامية الدينية حينما نصب خيمة ورفعها على أبواب الخضراء..ربما كان هدفه سياسيا لكن السؤال كيف تعامل رعايا تياره مع خيمته وابريق الماء بعد رفعها ؟؟والامثلة كثيرة عن مظاهر الجاهلية الجديدة باسم الدين الإسلامي وشعائره التي لم يعرفها المجتمع العراقي حتى الألفية الثالثة .وهناك من عنده الاستعداد لإصدار فتوى بالقتل لان هذا الكلام يمس صميم المشروع الذي يبشرون به لترسيخ الجهل عندما يتوجه الناخب نحو صناديق الاقتراع لينتخب على الاحوط وجوبا المؤمن التقي الصالح المحافظ على ولاية الاسلام … من هو هذا الذي حافظ على ولاية الاسلام من جميع الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم بمفهومي البيعة والتقليد ؟؟ الكل لم يكن راع ومسؤولا عن رعيته بالتشخيص العام .. انما كانوا رعاة جيدين للخواص والحاشية ووعاظهم الذين ينشرون الجهل الجديد وسط المجتمع .الكل يسأل عن الخطوة الأولى للإصلاح الشامل في نموذج متكرر كل اربعة سنوات في مخادعة الراي العام الجمعي العراقي ..بأهمية الحفاظ على بيضة الاسلام ..في خط الاصلاح ..فيما واقع الحال انما هم المفسدين في منابرهم حتى وان ظهروا بأزياء رجال الدين .. فالدين منهم براء هل خلقت كل سنوات الفشل ذلك الوعي الجمعي بأهمية انتخاب اصحاب التجارب الناجحة ..فاذا خليت قلبت وهناك عدد من الشخصيات العراقية عرف عنها الكفاءة في الأداء بلا حزام الجهل الناري ..وعرف عنها الدراية والممارسة في تصريف الأداء الوظيفي للحكومة بلا حاجة إلى شعوذة الجهلاء!! متى ما يفصل المواطن / الناخب بين تصوراته التي يعتقد ان كلام فلان بعنوانه الديني واجب الطاعة ومبريء للذمة في شؤون الدين ..وان صندوق الاقتراع ليس من ضمن شؤون الدين بل من قضايا الدنيا وإدارة الحكم ..الذي فشل طيلة ١٨ عاما مضت بسبب هذا التداخل الذي يطرحه الاسلام السياسي بكون الاسلام دين دنيا وآخرة… نعم يكون كذلك حينما يكون جميع المسلمين على قلب رجل واحد … وما دامت حالة اليوم غير ذلك في قلوب متفرقة … فالمصلحة الوطنية للدولة هي المرتكز في الانتخابات وليس ولاية الفقيه او البيعة ..لان كليهما ينتهي الى جاهلية متجددة يتقاتل ضمنها امراء الطوائف السياسية لامور الدنيا … والنتيجة واضحة في حرائق المستشفيات .. وتراكم الديون على بلد يفترض ان يكون أفضل دولة في المنطقة ..فقط لأن ترسيخ الجهل والتعميم امام الانسان … وسع الفجوة ما بين ما يجب أن يكون ..وما هو كائن .. ولله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى