مقالات

ايران تدرك الأهم من النووي

د. فاتح عبدالسلام

افتتح الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي بالإعلان الصريح عن ان الصواريخ البالستية التي يصل مداها الى ألف أو الفي ميل ليست في موضع التفاوض مطلقاً، في الوقت الذي تدل فيه الإشارات الواردة من مفاوضات تجديد الاتفاق النووي على ان الوصول الى توقيع الاتفاق بصيغة جديدة بات ممكناً بالرغم من انتظار اجتيار النقطة الأصعب، من دون الجزم من أي طرف في الكشف عن تلك النقطة. رئيسي يدرك جيداً ان بلاده تملك ورقة الصواريخ التي تزن أكثر من أي سلاح نووي مجمد للردع من المستحيل استعماله في عالم تقوده قوى نووية كبيرة. تقول الاخبار المسربة من المفاوضات ان ملف الصواريخ لم يكن مشمولا في الفقرات المستحدثة التي يصاغ عبرها الاتفاق الجديد، وهي المسألة التي تتحسس إسرائيل منها أكثر من واشنطن، كما ان الأوروبيين يدركون خطورة الصواريخ التي يمكن لها أن تصل الى عواصمهم. هناك نقطة ينقطع فيها أي حوار او تفاوض هي الصواريخ طويلة المدى، التي قد تكون فصلا جديدا من تصعيد يستهلك عددا من السنوات قد ينتهي الى تفاوض او قرارات في مجلس الامن تحت ظرف طارئ معين، لتحديد المدى المسموح به للشؤون الدفاعية او اندلاع حرب تكون الصواريخ عنوانها الأبرز. بمعنى آخر، ان ملف الصواريخ الذي كان في مقدمة كلمات الرئيس الجديد لن تطوى صفحته بسهولة، وسيكون المادة الادسم في مفاصل العلاقات الدولية مع إيران. كل مكا يهم العراق، هو أن لا يزج به في هذا الملف الجديد تحت أي مبرر علني او سري، وان تعي الحكومات العراقية المقبلة ان كل ما حول العراق يمكث تحت طبقة خفيفة من الرماد القابل لكشف لهيب النيران في أي وقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى