مقالات

بديل الانتخابات

د. فاتح عبدالسلام

قضية‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات‭ ‬ظلت‭ ‬مسكوتاً‭ ‬عنها‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬تعيسة،‭ ‬واثيرت‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬الجميع،‭ ‬مواطنين‭ ‬وسياسيين،‭ ‬محليين‭ ‬ودوليين،‭ ‬كانوا‭ ‬يعلمون‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬ان‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬دوراتها‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬التزوير‭ ‬الصافي،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬تشريعاتها‭ ‬وانتهاءا‭ ‬بتشكيلاتها‭ ‬ونتائجها،‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬بنا‭ ‬للتذكير‭ ‬كيف‭ ‬انّ‭ ‬نوابا‭ ‬نالوا‭ ‬مناصب‭ ‬سياسية‭ ‬أيضا‭ ‬ولم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬عشرة‭ ‬او‭ ‬عشرين‭ ‬صوتاً،‭ ‬وكان‭ ‬صعودهم‭ ‬بحكم‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬والتوافقات‭ ‬الانتهازية‭ . ‬الجميع‭ ‬كانوا‭ ‬سحرة،‭ ‬ولم‭ ‬يخطر‭ ‬ببال‭ ‬أحدهم‭ ‬انّ‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬ينقلب‭ ‬السحر‭ ‬على‭ ‬الساحر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أفرزته‭ ‬التداعيات‭ ‬الانقسامية‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬دورة‭ ‬انتخابية،‭ ‬خضعت‭ ‬لنوع‭ ‬رقابي‭ ‬متشدد،‭ ‬أطاح‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأوهام‭ ‬والاحلام‭ ‬والمسميات،‭ ‬وحتى‭ ‬الذي‭ ‬يظن‭ ‬نفسه‭ ‬ناجياً‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬العتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬المفترضة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬نسبة‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬الناخبين‭. ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬محتملة‭ ‬له،‭ ‬وسيتكرر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬انتخابية،‭ ‬تنتهي‭ ‬بتوافقات‭ ‬وتسويات‭ ‬ومداهنات‭ ‬واعتراضات‭ ‬وتغطيات،‭ ‬تكون‭ ‬إقامة‭ ‬الانتخابات‭ ‬اساساً‭ ‬فعلا‭ ‬منافيا‭ ‬للديمقراطية‭ ‬لأنّ‭ ‬العدالة‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬وانّ‭ ‬السلطة‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬بتوافقات‭ ‬مصالح‭ ‬الرؤوس‭ ‬الكبيرة‭ ‬وليس‭ ‬عبر‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬وهنا‭ ‬اسقاط‭ ‬لروح‭ ‬الانتخابات‭ ‬وفكرتها‭ ‬واساسها‭ ‬الفقهي‭ . ‬‭ ‬ولعلّ‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬اجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬بمعناها‭ ‬العام‭ ‬مادامت‭ ‬الحصص‭ ‬محددة‭ ‬مسبقا‭ ‬ولن‭ ‬يزيد‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬وانَّ‭ ‬بعض‭ ‬التنافسات‭ ‬تجري‭ ‬داخل‭ ‬حصص‭ ‬المكونات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬يكرس‭ ‬دستورها‭ ‬المكونات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬سمو‭ ‬المواطنة‭. ‬‭ ‬لتكن‭ ‬هناك‭ ‬انتخابات‭ ‬على‭ ‬مقاسات‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬المزري‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مزايدات‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بعناوين‭ ‬انتخابية‭ ‬كبيرة‭ ‬تحاكي‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العدالة‭ ‬والقانون‭ ‬والتقدم،‭ ‬لعل‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يحفظ‭ ‬ثروته‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬تبديدها‭ ‬في‭ ‬مصاريف‭ ‬ما‭ ‬تسمى‭ ‬انتخابات‭. ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يطيب‭ ‬لأطراف‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬برغم‭ ‬من‭ ‬انه‭ ‬هو‭ ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬واقعيا‭ ‬اليوم،‭ ‬سيتم‭ ‬الرجوع‭ ‬اليه‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬الإدارات‭ ‬السياسية‭ ‬للأحزاب‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬استقرار‭ ‬الدولة‭ ‬والايمان‭ ‬بالعدالة‭ ‬تحت‭ ‬سقفها‭ ‬وليس‭ ‬تحت‭ ‬سقوف‭ ‬سواها‭. ‬رئيس ا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى