الأقتصادية

“بيتكوين” تتراجع 10 في المئة عن قيمتها في ليلة مع هبوط سريع

فقدت عملة “بيتكوين” 10 في المئة من قيمتها خلال الساعات الـ24 الأخيرة لتهبط إلى سعر 33 ألف دولار، فيما خسرت “إيثريوم” نحو 9 في المئة من قيمتها، ليتم تداولها عند حدود 2500 دولار، وتراوحت خسائر بقية العملات المشفرة بين 10 إلى 15 في المئة، بسبب مخاوف من شبح التضخم في أميركا ورغبتها المتزايدة بمراقبة العملات المشفرة وتصعيد الصين تشديدها على المعدنين والمتاجرين. والأهم، نجاح الشرطة الأميركية في إلقاء القبض على مهاجمي خط أنابيب “كولونيال بايبلاين”.

تراجع التدفقات

وفقدت “بيتكوين” مليار دولار من قيمتها خلال الـساعات الـ24 الفائتة. وخلال الأيام السبعة الماضية، تراجعت التدفقات النقدية المتجهة إلى العملة المشفرة ومشتقاتها بقيمة 141 مليون دولار، أو 8.3 في المئة من صافي التدفقات عام 2021 حتى الآن. أما بقية العملات، فشهدت خروج استثمارات بـ 94.2 مليون دولار خلال الفترة ذاتها، فيما بلغ صافي التدفقات على “بيتكوين” هذا العام 4.2 مليار دولار، مقابل مليار واحد لعملة “إيثريوم”. ومن أسباب التراجعات الجديدة أيضاً استمرار الصين في تصعيد التشديد على المعدنين والمتاجرين بالعملات المشفرة، بمنعهم من التعامل بمزيد من العملات وإغلاق حسابات إضافية في “ويبو” وتسبب تقرير أصدره دويتشه بنك أيضاً في زيادة مخاوف المستثمرين من العملات المشفرة، إذ حذّر من أن الولايات المتحدة ربما تكون في طريقها لفترة من أسوأ فترات التضخم، بسبب الإنفاق الحكومي المرتفع والسياسة النقدية المتساهلة، ويمكن للسببين أن يجتمعا على تهيئة ظروف التضخم الشهير في أربعينيات وسبعينيات القرن الماضي، لأن التضخم يعني أن كل شيء مبالغ في ثمنه، بما في ذلك العملات المشفرة، إضافة إلى الضغط الذي تمثله المدخرات الزائدة للمستهلكين خلال فترة “كوفيد-19″، التي تصل إلى تريليوني دولار، وهو أيضاً من الأسباب المساعدة على التضخم.

7 في المئة

أما أقوى أسباب تراجع “بيتكوين” (بنسبة 7 في المئة)، فكان إعلان الشرطة الأميركية نجاحها في القبض على منفذي هجمة طلب الفدية على خط أنابيب شركة “كولونيال بايبلاين”، ما يعني أن العملات المشفرة يمكن تتبّعها، بالتزامن مع مطالبة عضوين في مجلس الشيوخ الأميركي السلطات المحلية بامتلاك القدرة على تنظيم العملات المشفرة وتعقّبها، ما دفع البعض إلى النظر بحذر إلى العمل بها. وحول استمرار تدهور “بيتكوين”، فإن الخط الآمن يقع بين 30 إلى 40 ألف دولار، فإذا تراجعت عن سعر 30 ألف دولار فستواصل الهبوط، وربما سريعاً إلى 18 ألف دولار، وستتبعها بقية العملات، وسيحدد سعر الإغلاق من دون هذا المستوى المذكور في أي يوم من الأيام المقبلة، السعر المستقبلي للعملة.

المخرج الوحيد

وكان تروي غايسكي، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق التحوط “سكاي بريدج” قال في تصريحات إعلامية إن المستثمرين الذي يتطلعون إلى بدائل للعملات التقليدية مع ارتفاع الديون العالمية يجب أن يتطلعوا إلى “بيتكوين”. وتوقّع صعود الذهب والعملات المشفرة، مؤكداً “سنلتزم ببيتكوين والعملات المشفرة لأننا فقط نعتقد أن هناك المزيد من الاتجاه الصعودي، على الرغم من أن بيتكوين ستتعرّض لتقلبات أكبر مما سيشهده الذهب”. ويبلغ حجم صندوق “سكاي بريدج” 7.5 مليار دولار.

مخاوف زائدة

وقال وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد “تشارترد للأوراق المالية والاستثمار”، “بداية لا داعي لنشر الفزع من دخول الاقتصاد الأميركي في موجة من التضخم، أولاً لأن 60 في المئة من ديون الولايات المتحدة ديون داخلية. في المقابل، فإن أكثر من 60 في المئة من احتياطات العالم بالدولار، و80 في المئة من التجارة العالمية يعتمد عليه، وحتى الآن لا يزال التضخم في الولايات المتحدة أقل من نسبة 2 في المئة المستهدفة، وفي حالة ارتفاع التضخم إلى هذه النسبة بسبب خطة بايدن للإنفاق، على سبيل المثال، فإن الخطوة الاقتصادية المتعارف عليها اقتصادياً هي رفع معدل الفائدة”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى