مقالات

ترحيل الأزمات أوصلنا للإنهيار

ترحيل الأزمات أوصلنا للإنهيار – مجاشع محمد علي

بات واضحاً أن القوى السياسية والحكومية ليست لديها رؤية حل لازماتنا وفي مقدمتها البطالة؛ إن جميع تلك القوى تعمل بمبدأ تمشية الامور يوم بيوم، كونها لا تمتلك تصور لما يحدث في الشارع العراقي من فقر وجهل، ففي الوقت الذي نعيش هذه الايام موجة حر شديدة مع ازمة كهرباء ومياه حادة (بعد قطع ايران وتعدي تركيا على نسبة كبيرة من حصتنا المائية) نلاحظ ان القيادات تنشغل بأمور اخرى ليس بأهمية تلك الازمات فنلاحظ مثلًا ندوات عن الانتخابات المقبلة او نظرة القوى السياسية لقانون الاحوال الشخصية أو ثورة العشرين أوانقلاب 1958 وغيرها، وما يثير الاستغراب ان القوى السياسية المتنفذه وحكومتها تعتقد أن لديها القوة والنفوذ القادرتين على قمع كل مظاهرة جديدة ، وهنا اود مخاطبة تلك القوى بالقول ان إحتمالية سقوط هذا النظام السياسي الذي كنا نأمل ان يكون نظامًا مغايرًا لنظام صدام باتت قريبة وان الجميع لم يتعض من تظاهرات تشرين 2019؛ والسؤال ترى هل يعلم قادة العراق نسب البطالة؟ وهل لديهم معلومة عن الايدي العاملة الشابة التي تدخل سوق العمل سنوياً مع غياب الرؤى الاقتصادية لمعالجة تلك الازمة؟ البطالة ستكون شرارة التظاهرات المقبلة والتي أن انطلقت سوف لن تستطيع الاجهزة الامنية ايقافها وستحرق الجميع وستكون بداية انهيار وتقسيم العراق. ففي ظل اتساع الفجوة بين أصحاب الثروات والفقراء في العراق ، واستحواذ نسبة صغيرة من سكان العراق على نصف الثروات، والتفاوت في مستويات الدخل، لا يحظى ذلك البون الشاسع بين الفقراء والأغنياء بالاهتمام في الوقت الراهن. وأشارت تقديرات وزارة التخطيط ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى ما بين 26 الى 27 في المئة، وهي نسبة مشكوك بمصداقيتها لان الخبراء والمنظمات غير الحكومية تشير الى ارقام اكثر تشاؤمية.

أخيراً اقول أن تأجيل وضع الحلول سوف لن يكون بمصلحة القوى السياسية التي انبثقت منها الحكومة وأن الأجهزة الامنية العراقية وحتى الجماعات المسلحة المرتبطة ببعض القوى السياسية بها لن تكون قادرة على موجة تسونامي التظاهرات “إن اندلعت” وسوف لن تنفع محاولات البعض بطلب الدعم الخارجي لغرض الحماية لأن التجربة الامريكية في العراق لن تتكرر بعد أن ايقن العالم والمحيط الاقليمي أن العراق اصبح مستنقع التخبط والفوضى والفساد وانفلات السلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى