مقالات

جائزة تقديرية لأسوأ كاتب !

بقلم مهدي قاسم

يوجد في الغرب تقليد طريف وهو أقرب إلى كوميديا وروح دعابة ، منها إلى جدية ، يقوم على فكرة منح جائزة لأسوأ كاتب و أسوأ مخرج سينمائي وممثل والخ ، وقد فكرتُ في هذا الأمر مؤخرا ، وأنا أقرأ منذ سنوات طويلة ” خرطا يوميا ” وهذيانا مكررا ، مليئا بهراء وثرثرة فارغة ومكررة تقريبا بنفس العبارات الممجوجة ، لممن يعتبرون أنفسهم ” كتّابا ” مستغلين انتشار تقنيات وسائل التعبير السهلة ، وهم يتقيئون هذياناتهم الطويلة والعريضة ، يوما بعد يوما ، و يقذفونها أمام قراء جديين الذين يبحثون عن معلومة جديدة أو نص أدبي جميل ، و حيث ليس لديهم ــ أي القراء ــ حيلة غير أن يقفزوا عابرين هذا الركام من الهراء المتواصل أسبوعا بعد أسبوع ، سنة بعد سنة ،بأسماء معروفة جيدا لدى القراء الكرام بضيق أفقها المغلق و بغبائها المزمن و بطائفيتها المقيتة و البغيضة ، فضلا عن تعصّبها الأعمى دفاعا عن أحزاب السلطة الفاسدة ، و كذلك عن أطماع القوى الأجنبية بالعراق ، دفاعا أما بشكل مضمر ومبطن حينا ، أو بشكل علني حينا آخر ..فقلتُ مع نفسي :ــ لماذا لا نمنح مثل هؤلاء ” الكتّاب ” جائزة أسوأ كتّاب على الإطلاق ، و خاصة أن مثل هؤلاء الكّتاب ايس فقط هم أسوأ كّتاب ، وإنما عندهم القدرة العجيبة و” الخارقة ” حقا على إعادة ونشر نفس المقالة وبنفس ” الأفكار ” المكررة والمستهلكة ، وتقريبا بنفس العبارات والفقرات ـ ومثلما قلنا آنفا ـ عبر سنوات وسنوات دون أي ملل أو كلل !! .. إذن فإنهم ، و ضمن هذا المنظور ، يستحقون هذه الجائزة فعلا ، و عن جدارة و استحقاق و بامتياز ، !! ولكن بشرط واحد فقط ، وهو أنهم عندما يستلمون الجائزة يجب أن يعطوا وعدا قاطعا بأنهم سوف لن يقتربوا من الكتابة مرة أخرى و يتركونها و شأنها مرة واحدة وإلى الأبد .و الآن و ما على القراء الكرام إلا ترشيح أسماء يرونها جديرة بهذه الجائزة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى