مقالات

حب المراهقين ومواقع التواصل الأجتماعي..!

ريم صباح محسن

يعاني مجتمعنا الحالي من كبت المشاعر الاسرية التي تكون نتيجة ضغوطات، دنيوية ،او عملية  ،او اجتماعية . كل هذا يؤدي لتوجه المراهقين لطرق اخرى ، قد لا تكون بأختيارهم وخصوصاً في  ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي الذي اغنى عن كثير، فنرى العلاقات الافتراضية على هذه المواقع يتزايد بكثرة حتى اصبح “كالبئر الاسود العميق ألذي لا تعرف له نهاية”

مثلاً بنت تعاني من عدم وجود مشاعر ألحب والعاطفة في أسرتها او تعاني من قلة الاهتمام  ،او تكون متأثرة بالمسلسلات والافلام التي لاتمت للواقع بصلة فتفتح احدى الصفحات في احد مواقع التواصل ، و بصدفةٍ ما تقع بغرام احد المراهقين عديم المسؤلية ،يعاني من طفولته التي اصبحت عبئاً عليه  يريد ان يكبر ان  تكون له كلمة  او شخصية يريد تقويتها واثبات نفسه ، يبدأن بالتكلم .. هي متلبسة بشخصية نور تلك المرأة الفقيرة التي اطاحت بقلب مهند الوسيم الذي صار يغني لها الاشعار والاقوال ..وهو متأثر بشخصية والده المنضبطة الذي لا كلمة بعد كلمته ولا قول بعد قوله  وامه التي تكون احياناً مبتعدة عنه وعن تربيته وقريبة عليه بدلالها  واخواته الاتي لا يستطعن التكلم معه الا ضمن الحدود الموضوعة  بينهم فهو الرجل المنتظر الذي يريد ان يكون كوالده كلمته كالسيف وقوله مؤتمر..

فيبدأن هي تنسى عائلتها و والدها تمضي ورائه بكل ما اوتيت من قوة متصنعة الحب والسمع والطاعة وهوَ الآمر الناهي الذي لا يجب ان تُكسر كلمته او تكون اثنتين ، وتمضي الايام ونراهما على مواقع التواصل في انستكرام “مثلاً “بأحدى الالعاب التي تكون على شكل “امتحن حبيبتك واكتبلها اني حزوج بنت عمي وشوف شنو ردها”  او “اكتبي الحبيبج اني رجعت الحبيبي السابق وشوفي شنو ردة فعله ” وغيرها كثير من الالعاب  التي لا تعطي فائدة سوى انها تجعل المجتمع ينظر اليهم بأشمئزاز ويكونان مجرد اضحوكة  للعبة بلهاء لا تنفع ولا تضر سوى انها تحبط ثقتهم وتعمل على صقل شخصياتهم بشخصيات اخرى مهزوزة غير متزنة ،

ورغم ان في بعض المرات تكون الاجابة جارحة وتنتهي ببلوك الا انهم لا يهتمون  فيرسلونها للصفحة لتنشرها فقط ليثبتون عدم وفاء احدهما للآخر مثال”سب شتم ” وتكتب طلع خاين ” لتكتمل اللعبة ويعتبرون هذا قوة الا انها ضعف ولا يأتي منها غير الضحك عليهم لا اكثر وغيرها كثير ..

في هذه الحالة لا تلام فقط الاسرة ،  بل اصحاب الصفحات التي تشجعهم، فنراهم يعطون اقتراحات ويوهمون المراهقين بالصدف والحب ، مثال على ذالك  “أكتب عمرك اكتبي عمرج والي نفس العمر يصيرون مع بعض “ينهار عقلي عندما اراهم يتهافتون على التعليقات وبكل مرح وفرح  بالكتابة ،وبدون ان يعرفون بعض يبدأون بعيش قصة ما ويخلقون جو الثقة والحب والصداقة التي لا اساس لها  سوى منشور من احدى الصفحات ، وتنتهي اللعبة بأخرى 

فيجب ان تكون هناك توعية ، واهتمام في العائلة الواحدة  اعرفو قدر عائلتكم سواء كنت اب ،او كنتِ ام ،او اخت او اخ  ، تقاربو اعطوا ألكلام والحب والعاطفة لبعض لا تبحثو عن طمأنينة زائفة وثقة غير باقية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى