مقالات

طاقة شمسية ودكّة عشائرية

د. فاتح عبدالسلام

التعاقدات‭ ‬العراقية‭ ‬حول‭ ‬مشاريع‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬جيدة‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬برغم‭ ‬تأخرها‭ ‬الكبير‭ ‬ومحدوديتها‭ ‬ايضاً‭. ‬لكنَّ‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬توظيف‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬العمراني‭ ‬والتخطيط‭ ‬الحضري‭ ‬للمدن‭ ‬الناشئة‭ ‬أو‭ ‬التجمعات‭ ‬السكنية،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬أهمية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والصديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬توفر‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬العادي‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬كموعد‭ ‬تفاؤلي‭. ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬أذرع‭ ‬الدولة‭ ‬بهذا‭ ‬التفكك،‭ ‬حيث‭ ‬وزارة‭ ‬تتعاقد‭ ‬بشأن‭ ‬مشروع‭ ‬الطاقة،‭ ‬ووزارة‭ ‬أخرى‭ ‬تتولى‭ ‬انشاءات‭ ‬معينة‭ ‬غير‭ ‬مكترثة‭ ‬بذلك‭ ‬المشروع‭ ‬ولا‭ ‬تفكر‭ ‬بمحاكاته‭ ‬او‭ ‬الإفادة‭ ‬منه‭. ‬والمسألة‭ ‬تتكرر‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬باتت‭ ‬الرؤية‭ ‬الموحدة‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بعقيدة‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والتعاقد‭ ‬والتخطيط‭ ‬فيه‭ ‬مفقودة‭ ‬او‭ ‬مشوشة‭ ‬ومفككة‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬ويكرس‭ ‬ذلك‭ ‬التقلبات‭ ‬الوزارية‭ ‬في‭ ‬تغييرات‭ ‬لا‭ ‬تؤسس‭ ‬لثقافة‭ ‬اكمال‭ ‬المنجز‭ ‬وتنزع‭ ‬نحو‭ ‬اجندات‭ ‬مرحلية،‭ ‬تشوبها‭ ‬الصفقات‭ ‬ذات‭ ‬المرجعيات‭ ‬الحزبية‭ ‬المعروفة‭. ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬إلزام‭ ‬أيّ‭ ‬صاحب‭ ‬مشروع‭ ‬سكني‭ ‬بوضع‭ ‬حصة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬لشبكات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬لتوليد‭ ‬تيار‭ ‬كهربائي‭ ‬للطوارىء‭ ‬أو‭ ‬لقضاء‭ ‬أدوار‭ ‬وظائفية‭ ‬معينة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬الزام‭ ‬المشروع‭ ‬بتوفير‭ ‬مولدة‭ ‬كهربائية‭ ‬لكل‭ ‬عمارة‭ ‬سكنية‭ ‬تعتمد‭ ‬أي‭ ‬وقود‭ ‬متوافر‭ ‬ويضاف‭ ‬سعرها‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬البناء‭ ‬العام‭ ‬لجميع‭ ‬الشقق،‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬غير‭ ‬الحضاري‭ ‬لغابة‭ ‬متشابكة‭ ‬من‭ ‬الاسلاك‭ ‬الكهربائية‭ ‬غير‭ ‬الامينة‭ ‬في‭ ‬التركيب‭ ‬والامدادات‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬العراق‭ ‬اللاهب‭ ‬في‭ ‬الصيف‭. ‬‭ ‬بناء‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬بات‭ ‬مجرد‭ ‬تجميع‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬منفصلة‭ ‬او‭ ‬شقق،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اية‭ ‬ضوابط‭ ‬صارمة‭ ‬لتوفير‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة‭ ‬الضرورية‭ ‬الأخرى‭. ‬‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يقرأ‭ ‬ما‭ ‬اكتب‭ ‬ويعلق‭ ‬بسخرية‭: ‬مع‭ ‬مَن‭ ‬تتكلم‭ ‬ومَن‭ ‬سيسمعك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العرس‭ ‬الانتخابي‭ ‬الذي‭ ‬هربت‭ ‬منه‭ ‬العروس،‭ ‬البلد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬متى‭ ‬تنفجر‭ ‬عليه‭ ‬دكّة‭ ‬عشائرية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والمحاصصات‭ ‬لإعادة‭ ‬المستهلك‭ ‬الانتخابي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬والمناصب‭ ‬مسعّرة‭ ‬ومحسومة‭ ‬لمَن‭ ‬للدافعين،‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬تنظر‭ ‬للعراق‭ ‬بمنظار‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتقترح‭ ‬وتتكلم،عجبي‭ . ‬أقول‭ ‬له‭: ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تزعل‭ ‬سأقترح‭ ‬بناء‭ ‬واجهات‭ ‬بيوت‭ ‬وشقق‭ ‬مقاومة‭ ‬للرصاص‭ ‬تنفع‭ ‬في‭ ‬الدكّات‭ ‬العشائرية‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى