مقالات

قومٌ يعيّروننا بلقمة العيش

بقلم : كاظم فنجان الحمامي

ما نراه ونسمعه اليوم يبعث على الاشمئزاز ويثير العجب، فما ان يحظى الطبيب او المهندس او الخبير العربي بفرصة للعمل والإقامة في بعض البلدان الخليجية، ويضطر بطبيعة الحال لتناول طعامه في محل سكناه، ومن موارده المالية، ومن عرق جبينه، حتى يصبح هدفا لبعض الذين يعيّرونه بلقمة العيش. .وصرنا نسمع التصريحات التي يطلقها البعض عبر شاشات التلفاز بكل خسة ودناءة ضد الاعلاميين والفنانين والسياسيين العرب الذين عملوا في تلك البلدان لفترة وجيزة، وربما تتذكرون تلك الفنانة التي نعتت السوريين واللبنانيين بأنهم شعب الفلافل والحمص بطحينة، أو الإعلامية المتصهينة التي تهجمت على اعلامي لبناني كبير، وطالبته بالتنازل عن وزنه الزائد لقاء الطعام الذي تناوله في ديارهم. أو الفنانة القبيحة التي كررت هجماتها ضدنا عندما قالت: (ان العراقين كانوا يعتاشون على فتات موائدنا). ولا تعلم هذه المومياء ان الكرم نفسه صنع في العراق، فالضيافة والخطار سجايا نبيلة أمتاز بها مجتمعنا منذ فجر التاريخ. .المؤسف له ان هذه المفردات الجديدة تسللت فجأة الى معجم المصطلحات الإعلامية، وتمحورت كلها حول تعامل بعض العرب مع ضيوفهم العرب. فإنقلبت مفاهيم الجود والعطاء رأساً على عقب، وتناقضت مع عادات قبائلنا الشغوفة بالكرم، إذ لم يشغف غيرنا بأكثر من شغفنا به، حتى اقترن ذكره بأسماء الأسخياء من أهل الكوفة والبصرة ونجد والحجاز وغيرهم، وكان رؤوساء القبائل شديدي الحرص على سمعتهم الطيبة من خلال الشعر والشعراء الذين أشادوا بأفعالهم. باعتبارها من القيم الإنسانية البارزة في تاريخنا القديم، وكان اجدادنا يتقصدون المبالغة في مدح الكريم وذمّ البخيل. .ختاماً: يحز في انفسنا ان نسمع عبارات البخل واللؤم من أبناء جلدتنا في بعض البلدان العربية. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى