مقالات

مؤشرإنهيار الطفولة (يقرة ألف)

مؤشرإنهيار الطفولة (يقرة ألف) – براعم علي العكيدي

بحكم عملي كمعلمة منذ التخرج من سور الجامعة بعد دراسة دامت طويلاً,فأنا اعيش واتعايش مع الطفولة منذ سنوات ،واسعى لزرع حب العلم في قلوب اطفالي ومساعدة اهلهم في مشوار التعليم الذي اصبح من المحطات الصعبة والمكلفة في عراق اليوم ..وخلال سنوات العمل المنصرمة مررت بعدة مواقف مع اطفالي الطلبة،فبين طفولة مندثرة واخرى غارقة في بحر الدلال كانت المواقف تختلف,لكن مع تقدم الايام وكثرة المواقف ,كفت الاندثار ثقلت كثيراً ,حتى وقعت معلنة عن انهيارها.. فاليوم اطفالنا اطفال بالاسم فقط,اما التفكيرواختيار الالفاظ والنضرة للحياة فانها تصدر من كائن دمرت الايام طفولته وانهت (السوشال ميديا)و(الاجهزة الالكترونية)برائته،فلم يعد(توم وجيري وليلى والذئب وسبونج بوب) هما متنفس الطفل وقدوته في الكلام والتصرفات ,بل تطور الامر ليصل الى(صمون عشرة بالف)و(عني يابه عني)حتى غدونا صغاراً امام اطفال اليوم ،فمن تربى على ان يمشي في طريق غير الذي يمشي فيه معلمه من الصعب عليه مواجهة جيل اليوم الذي تربى على ان المعلم هو مسير لاجل الطفل وليس العكس . ومن احدث المواقف التي تؤكد ثقل كفة انهيار الطفولة،قبل ايام حدث موقف احرجني امام ذاتي،و وضعني في حيرة وتعجب،هل بالفعل انا عاجزة عن الاجابة على طفلة لم تنمو اغصانها بعد!!! فقررت كتابة مقال لتوثيق المرة الاولى التي اقف فيها (بالفعل)عاجزة كل العجز عن الرد!!!فعندما قمت بتوبيخ احدى طالباتي في مرحلة التمهيدي بسبب تصرفها غير اللائق مع زميلتها ,طالبة منها ان تعتذر منها فهي وزميلتها صديقات ،رمقتني بنضرات مستغربة قائلة بكل برود(شبيج مس شو العصبية اليوم تقرة الف )!!!!!!!! لم يكن امامي الا الصمت ،فالصمت حفظ لي ماء وجهي اما طفلة اكبر مني جرأة ًوابلغ مني حديثاً..فانا حقاً لا املك تلك القدرة على الرد وسرعة البديهة وانا ابنة الثمانية عشر عاماً.. لكن في الحقيقة الموقف لا يتطلب الصمت،بل يستدعي الصراخ ..الصراخ بصوت عال لانقاذ الطفولة .. طفولة اولادنا التي اندثرت على يد التكنلوجيا التي لم تزرع الا تلوثاً خلقياً واخلاقياً معلناً دون حياء او خجل ..انتبهوا لاولادكم ياسادة،حافظوا على طفولتهم وامنحوهم حباً وعطاءً ببرائة ،اسقوا تلك البذرة العطشة ,حافظوا عليهم فهم زينة الحياة الدنيا ومصدر جمالها،وحياتنا اليوم بالفعل غدت بشعة !ّ!!ّ!ّ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى