تقارير وتحقيقات

مرائب النقل في بغداد.. فوضى عارمة وعشوائية مفرطة

يُفاجأ الزائر لبغداد عند وصوله لمرائبها في جانبي الكرخ والرصافة، أو المنطلق منها إلى المحافظات ومنذ دخوله لبابها الرئيس، بفوضى عارمة وعشوائية مفرطة وانعدام التنظيم في أقل صوره، ناهيك عن المياه الآسنة في أراضيها وتكدس الأوساخ والقاذورات التي تزكم الأنوف برائحتها، فيما يملأ أي فراغ فيها البائعون المتجولون الذين حولوها إلى مقاه ومطاعم تنعدم فيها النظافة ليزيدوا المكان قذارة وبؤساً.
وبرغم ما تم إنفاقه من مبالغ طائلة تحت مسمى الإعمار والتأهيل لها خلال الأعوام التي أعقبت 2003، باعتبار أنها واحدة من الأوجه الحضارية للعاصمة، بيد أنها بقيت بعيدة حتى عن الغرض الذي استحدثت من أجله، لافتقارها لأبسط آليات التنظيم السليم لعملية النقل، ما تسبب بعزوف المواطنين عن الدخول لها، وأستخدام وسائط النقل المتوفرة خارجها للذهاب لوجهتهم، لما لاحظوه من مظاهر غير حضارية، أولها العشوائية والتصرفات غير اللائقة من سائقي المركبات داخلها .
وقال رافد محسن الموظف في إحدى الدوائر لصحيفة الرسمية تابعته (الاولى نيوز): إن “غالبية المرائب تعج بالمظاهر السلبية التي لا تشجع المواطنين على دخولها، إذ تنعدم فيها أدنى معالم النظافة، لاسيما المرافق الصحية داخلها، فضلا عن الكلاب السائبة التي تشكل خطرا كبيرا بما تحمله من أمراض مشتركة، ناهيك عن أكوام القمامة المنتشرة في كل مكان منها، علاوة على المشردين والمتسولين الذين يتخذون منها ملاذاً آمناً”.
فيما رأى سلام فرج الكاسب بمنطقة السعدون، أن “المرائب وضعت فقط لغرض أخذ الجباية من سائقي مركبات الأجرة، وفي المقابل لا توجد أي خدمات تذكر تقدم للمواطن داخلها لافتقارها إلى كل ما يمت للتحضر بصلة”، متهما وزارة النقل بـ”إهمالها وضعف رقابتها كونها الجهة الوحيدة المسؤولة عما يجري داخلها، وبالتالي يلقى اللوم عليها وحدها إلى ما وصلت له من حالة مزرية”.
من جانبه بين مدير الشركة العامة لإدارة النقل الخاص في وزارة النقل عبد العظيم الساعدي لصحيفة الرسمية تابعته (الاولى نيوز)، أن “الشركة فعلت الدور الرقابي على المرائب التابعة لها في بغداد والمحافظات، ومستمرة في عمليات إدامتها وتأهيلها، لاسيما التي تشكو من تهالك بناها التحتية”، مشيرا إلى أنه “وجه بضرورة الالتزام بالنظافة العامة والإدامة والإنارة والتأهيل، لاسيما أن مرائب بغداد بجانبي الكرخ والرصافة تشهد زخما كبيرا من ناحية الطاقة البشرية والعددية لمركبات النقل الخاص مما يتطلب جهدا إضافيا في عملية التنظيم والإدارة والإدامة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى