مقالات

أحب الناس .. أمي

أحب الناس .. أمي – علي إبراهـيم الدليمي

الله سبحانه وتعالى، لم يقل في كتابه الكريم (كيدهن عظيم)، ولكن الذي قالها هو زوج زليخا، في ظرف آني عابر، ومعروف عند الجميع، ليس إلا.. ، ولكن الجهال منا، فسره غير ذلك، لغرض التهكم والسخرية، وأحياناً للتقليل من شأنها العظيم، لأن الله هو من خلق المرأة بأحسن تقويم ذات جمال عميق، فكيف يقول غير ذلك؟!! نعم الله، كرم المرأة بالجمال والعاطفة الجياشة التي تغلب حتى على عقلها، عاطفة إنسانية عميقة، غير موجودة عند الرجل، التي يتسم بالغلاظة والقوة.. والبطش!!أنا وفي وقت قريب، قبل وفاة والدتي رحمها الله، وكنت أباً وعندي زوجة وأطفال، ولكني كنت أحياناً أصطنع المرض أو التعب أو الألم، لكي أحظى وأتبارك بحنان والدتي، وهي تسرع نحوي، حتى لو كان عندها عائق، وكأنني طفل رضيع، لكي تحضنني، وهي تتلمسني من قمة رأسي حتى أخمص قدماي، وتبدأ بالأسئلة السريعة وكأنها طبيبة أطفال، لغرض معالجة الألم وإزالته بأسرع ما يمكن لديها. نعم حنان الأم، كجمالها، لا يعوضه أي كائن كان، في هذه الدنيا، فالأم حياة ودنيا.. هي الأولى والأفضل والأسبق لنا في هذا الحنان الرباني والطبيعي غير المصطنع. الأم وهي تضع وليدها، وفي قمة التعب والإرهاق ووجع الطلقات، ولكنها بمجرد أن تفوق، مباشرة تسأل: كيف حال المولود!!في هذه اللحظات، تنسى الأم كل حالات المخاض وأوجاعه، والعمليات القيصرية أحياناً.. تشعر بالشفاء السريع وهي تقر عيناها بمولودها الجديد.أنا أتساءل أحياناً، كيف يتسنى للكثير من الأبناء، يعوقون أمهاتهم، لمجرد تقدمهن بالسن، ولحاجتهن الماسة إلى الرعايا الخاصة، أو بسبب ضغوطات سخيفة أخرى خرجة عن إرادة هؤلاء الأبناء العاقين؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى