مقالات

أحمد هاتف (فايروس)

ضرغام علاوي

عرضت قناة (UTV) مسلسل من تأليف أحمد هاتف واخراج (جمال عبد جاسم) بعنوان (فايروس) وجاء العنوان مطابقا لرسائل الكاتب السيئة جدا فكما قال المثل (المرء مخبوء تحت لسانه) أنا أقول (أن قلم الكاتب انعكاس لفكره ونواياه).قتلني الألم وأنا أقارن بين مسلسل (دفعة بيروت) للكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة ومسلسل فايرس وكيف قدمت الكاتبة شخصية (كريم وناعسة) وهما من العراق بأجمل صورة من شجاعة وحب وتفاني وقدمت الحب العراقي على أنه أجمل أشكال الحب العربي, كما والفرق العظيم بينهما من ناحية النص وانتقاء الكلمات والبعد الانساني والثقافي واظهار الجوانب الحضارية للشعوب العربية ومن ناحية فهم كامل لأسلوب وطبيعة وشخصية كل شعب وبين ذلك (الفايروس) السخيف الذي كُتبَ بطريقة التشهير لا الانتقاد.يبدو أن المال الفاسد تدخل حتى في صناعة وتوجيه الدراما العراقية متناسين أن أول واجبات السينما والتلفزيون هو زرع الثقافة في المجتمع وإيجاد رموز فنية يقتدي بها الآخرون حاملين صفات الشجاعة والكرم والتضحية والايثار بل ويتعدى الأمر لتوجيه المجتمع لاستخدام الالفاظ المحترمة والعادات المجتمعية الراقية, عكس ما تقدمه الدراما التي تقدمها الفضائيات التي تسعى للحصول على نسب مشاهدة عالية على حساب الذوق العام واحترام المجتمع العراقي.كانت البذاءة لا تفارق لسان الطلاب بل لا يتعدى مشهد دون الضرب والشتم بسبب أو دون سبب, مما جعلنا أمام صورة سيئة جدا ولولا أننا عشنا الحياة الجامعية وكنا جزء منها وعرفنا رقيها وعلو مكانتها المجتمعية ونوع العلاقة التي تربط الطلبة مع بعض لفكرنا ألف مرة قبل ارسال بناتنا وابنائنا للجامعة التي في نظر أحمد هاتف مكان لممارسة (العلاقات) فقط لا طلب العلم.ما اثار استغرابي هو ذكر أسم كلية (التراث) تحديدا فهل كانت الغاية هي (دعائية ترويجية) أم أن الغاية تسقيطية لتلك الجامعة ومن تلقى فيها دروسه العلمية والانسانية, وتحديد احدى الغايتين سيكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بردت فعل الجامعة نفسها, بمعنى اوضح إذا رفعت الكلية دعوة قضائية بحق الكاتب والمخرج تتهمهم بالتشهير والاساءة للجامعة فسيعني ذلك أنها بريئة أما أذا مر الأمر مرور الكرام فيعني ذلك أنها راضية هي وطلابها بما وصفتهما المسلسل,ولم يكتفي الكاتب بتوجيه كيل السلبيات بل تعدى الأمر لإقحام الكادر التدريسي وزجه في مواقف سخيفة تمس سمعة الأكاديمي العراقي في الصميمأما في رأي الشخصي أن أحمد هاتف المعروف بانتمائه لاحد احزاب السلطة الفاسدة وبموقفه المضاد لانتفاضة تشرين الخالدة فقد تعمد إظهار الطالب العراقي بهذا الشكل السيء جدا متوقعا أنه بهذا النعيق سيكون قادرا على أن يغطي على المواقف العظيمة والاصيلة لطلبتنا جميعا وبمختلف مراحلهم الدراسية من الابتدائية وحتى الجامعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى