العربية والدولية

أردوغان يقوض جهود المعارضة لمكافحة كورونا

رغم اقتراب وفيات الأتراك بفيروس كورونا المستجد إلى نحو 4 آلاف والإصابات لنحو 150 ألفا، لا يزال الرئيس رجب طيب أردوغان يعتبر أن مساعدة شعبه لتخطي الأزمة مرفوضة، طالما أنها ستأتي من معارضيه.

وتعمل المعارضة التركية التي تراعي البعد الإنساني دون نظر للمنافسة السياسية، على ابتكار أساليب جديدة لمساعدة الناس كلما ضيق عليها نظام أردوغان الخناق سواء بتحقيقات أو اعتقالات أو مصادرة المساعدات.

ودعا رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، العاملين في البلدية الميسورين إلى مساعدة زملائهم الأكثر تواضعا بدفع ثمن سلعهم الغذائية، وذلك من خلال ملصقات ويافطات علقت على الجسور ومحطات الحافلات في العاصمة التركية.

واستخدم يافاش شعار “الخير يعدي أكثر من المرض” دوّن تحت فاتورة كبيرة ختمت عليها كلمة “مدفوع” بالأحمر.

ورغم العراقيل التي يضعها الرئيس رجب طيب اردوغان أمامهم، يتنافس رئيسا بلديتي أنقرة وإسطنبول أكرم إمام أوغلو وهما من المعارضة، لابتكار أفكار لمساعدة موظفي البلديات الأكثر تأثرا بتفشي فيروس كورونا المستجد.

وفي مارس/ آذار عرقلت الحكومة التركية دعوات أطلقها رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول لتقديم هبات لمساعدة الأكثر فقرا. وبعد ذلك أطلق أردوغان حملة مماثلة. 

وانتخب إمام أوغلو وياواش خلال الاقتراع البلدي في مارس/آذار 2019 ووضعا بذلك حدا لهيمنة حزب أردوغان على أكبر مدينتين في تركيا أنقرة وإسطنبول دامت 25 سنة.

ورفض أردوغان في البداية الاعتراف بفوز إمام أوغلو وأرغمه على خوض اقتراع ثان خرج منه رئيس بلدية اسطنبول الحالي منتصرا بفارق أكبر.

وأعلن معاون رئيس حزب الشعب الجمهوري المكلف بالبلديات، سيد تورون، أن “موقف حكومة أردوغان يدل على أنها قلقة جدا”.

وقال تورون في تصريحات صحفية، إنه “خلال الانتخابات زعموا بأن رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري سيخفضون المساعدات. الآن يمكن للجميع رؤية الأمور كما هي عليه وبوضوح”.

وعندما أطلق رئيسا البلديتين نداء لتقديم هبات اتهمهما أردوغان بالسعي إلى “إنشاء دولة داخل الدولة” و”التفاخر”.

وردا على ذلك، قال معاون أمين عام بلدية أنقرة، كمال كوكاش أوغلوـ، إن “المدينة بها 6 ملايين نسمة ولا وقت لديها بتاتا للتفاخر”.

وبحسب استطلاع لمعهد “متروبول”، فقد حظي ياواش بأكبر ثقة بين الأتراك من ناحية معالجة ازمة تفشي الوباء، بعد وزير الصحة وقبل أردوغان.

وتؤكد سيرين سيلفين قرقماز، مديرة معهد الأبحاث السياسية في إسطنبول، أن الحكومة تهاجم رؤساء البلديات المعارضين “لترسيخ قاعدتها” من خلال خلق مناخ “نحن” ضد “هؤلاء” في تركيا.

 وقبل أزمة كورونا كانت الحكومة بدأت بعرقلة مهمة رؤساء البلديات المعارضين من خلال تجريدهم من بعض الصلاحيات.

ورغم الصعوبات نجح إمام أوغلو وياواش في جمع مبالغ مالية كبيرة في إطار مبادرات مختلفة لمساعدة الفئات الأكثر تواضعا على مواجهة أزمة فيروس كورونا.

ومطلع مايو/ أيار أطلقت بلدية اسطنبول حملة تضامن تحث الأغنى على تسديد فواتير الأفقر من المياه والغاز، وفي أسبوع تم تسديد 122250 فاتورة بحسب البلدية.

وبادر أيضا رئيس بلدية أنقرة للسماح لموظفيه بإعادة تعبئة بطاقة نقل الأفراد الأكثر فقرا أو تقديم هبة للذين خسروا وظائفهم بسبب الوباء.

وأطلق رئيس بلدية أنقرة حملة تسمح بتقديم وجبات الإفطار منذ بداية شهر رمضان في أبريل/نيسان.

ورغم هجوم إلكتروني استهدف الموقع بعد إطلاق هذه الحملة، حققت بلدية أنقرة هدفها بتقديم 265 ألف وجبة لـ35 ألف شخص.

متابعة / الاولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى