مقالات

أصابع _ ألاتهام

بقلم : سعد الزبيدي

في كل عملة تغيير في الأنظمة وخاصة على مستوى دول العالم الثالث والدول النامية التي تعارض الهيمنة الأمريكية يكون لعمليات الاغتيال تأثير كبير جدا في أحداث بلبلة كبيرة ربما تساهم في ازاحة الكثير ممن يعارضون بصورة علمية ولهم تأثير كبير في المجتمع فمن هؤلاء سياسيون وقادة رأي وصناع فكر واعلاميون واكاديميون من حملة الشهادات العليا من أطباء ومهندسين أما العراق فكان له خصوصية فقد تم اغتيال علماء الذرة والطيارين وضباط جيش ومخابرات وأجهزة امنية وربما استخدم الاغتيال من أجل زج العراق في حرب أهلية فكان هناك قتل على الهوية وهناك قتل لأصحاب مهن معينة وهناك قتل بحجج واهية لا تمت للاسلام بصلة .

هل تبادر لذهنكم من كان يخطط ومن كان قد اشعل الشرارة الأولى ومن صب الزيت على النار ؟!!!

الموضوع متشعب وخطير جدا يتشارك فيه أجهزة مخابرات ومنظمات خاصة تعمل تحت امرة ادارات صهيوامريكية وهناك اعلام أصفر مدفوع الثمن يسلط الضوء على هذه الاغتيالات يدس السم بالعسل ويستطيع أن يؤثر في عقل المتلقي بل ويوجهه حيث يريد خدمة لاهداف من يدفع له .

تقسم الاغتيالات إلى عدة أنواع وهي :- اغتيالات سياسية وعقائدية واقتصادية وانتقامية :تعمل تلك المنظمات التي تترك التنفيذ لبعض الخارجين عن القانون ومن كل مكونات المجتمع بعد أن تعدهم اعدادا على مستوى كبير جدا ويتم تشكيلهم على شكل مجموعات صغيرة كشجرة العنب حيث كل مجموعة ترتبط بشخص يصدر الاوامر لا يعرف عن بقية المجاميع أي شيء ويكون العمل بمنتهى الدقة حتى تخلط هذه الاغتيالات لتصبح وكأنها جميعها سياسية عقائدية من أجل بث الرعب في المجتمع وزعزعة الثقة بين مكوناته من اجل تفريغ المجتمع من محتواه وهكذا يقرر الكثير ممن اغتيل اقرانهم للهجرة والرحيل عن البلد ليتم للمخطط ما أراد في أن تطفح بعض الشخصيات الانتهازية اتصل إلى قمة الهرم وتصبح مؤثرة في صنع القرار الذي سيبتعد عن حاجات القاعدة ويخدم الشريحة الحاكمة وتكون هذه الاغتيالات وبمساعدة الاعلام الأصفر سببا في زرع بذرة الفتنة التي تعصف بأي بلد مهما كانت قوة تماسكه .

لو تفحصنا في عمليات الاغتيالات التي لم تتوقف طيلة 17 عاما للاحظنا أنها تتم بمنتهى الذكاء بعض الاحيان بينما تتم بمنتهى السذاجة احيانا أخرى وهنا يجب ان نضع علامات استفهام كبيرة جدا أمام الاغتيالات التي لم يتم التوصل لمنفذيها لأنها حتما ستكشف لنا الجهات التي تقف خلفها وأنا متيقن أن من قتل العلماء والطيارين وخبراء القضاء الذين اعترضوا على بعض فقرات الدستور وقتل الشهداء الحكيم قدس سره وعز الدين سليم ومن بدأ بقتل شيعي هنا وسني هناك ومن قتل حلاقا أو مومسا ومن قتل متظاهرا أو رجل امن أو ناشط مدني أو اعلامي هو شخص ادى خدمة لهذه المنظمات التي تريد أن يستمر العراق في هذه الفوضى التي يجب أن لا تتوقف ومن يتابع بعض القنوات التي تعتاش على صنع الأزمات وتغذي الفتنة وتوجه اصابع الاتهام لجهات منتخبة من أجل زعزعة الثقة وتوسيع الهوة بين المكونات وزرع افكار التقوقع واللجوء للطائفية وطرح موضوع الانفصال طمعا في الامن .

عندما يطأ المحتل ارض بلد فهو لن يفرط به بهذه السهولة وهو سيسعى للاستفادة من خيراته السابقة وما يمتلك من أجهزة استخبارية أو مراكز بحوث او منظمات كي ترفده بكل المعلومات التي من شأنها معرفة طبيعة تركيبة اي مجتمع وتغذية مواطن الضعف وضرب مواطن القوة فساعة يستخدم المحتل واذرعه المذهبية ويعملون على تناحر المذاهب ويستخدمون بعض الادوات من اجل إصدار فتاوى الحرب والقتل ويغذون الصراع المذهبي وتارة يغذون القبلية والمناطقية من اجل تفتيت المجتمع .

وتارة يستخدمون الجهل ويستهدفون المثقفين بحجج شتى وبذلك يتحقق هدفهم في السيطرة على بعض الامعات ممن يكونون مهيئين نفسيا وذهنيا كي يكونوا بيادق تحركهم تلك المنظمات وتلك الأجهزة الاستخبارية وفي مجتمعنا اليوم طفح للسطح الكثير من المغمورين والنكرات من صيادي الفرص وراكبي الأمواج والافاقين بل واصبحوا رقما يصعب تجاوزه في أي قرار سياسي .

لذلك لاحظنا أن هناك الكثير من المدعين الكذابين الطائفيين الارهابيين المزورين قد اصبحوا ممثلين للشعب تحت قبة البرلمان فمن اوصلهم وكيف ؟!!!

ان هذه المنظمات التي تبحث عن الثغرات كي تندس من خلالها كي تنفذ اهدافها وتغتال بعض الشخصيات المنتخبة ايذانا ببدأ حروب اهلية تأكل اليابس والأخضر وفي فوضى الاتهامات المتبادلة والإعلام الموجه تنطلق عمليات انتقامية من كل الأطراف بينما يختفي الفاعل الأصلي بعد أن نجح في تنفيذ ما أوكل إليه .ما الغرض من استمرار الاغتيال ؟!!!

أرى أن عدم الإستقرار الأمني يكون سببا رئيسيا في زعزعة الاتقصاد وتكون البيئة مهيئة لتمزيق البلد حيث يلجأ الجميع لامتلاك سلاح للدفاع عن نفسه وعائلته وقبيلته ومذهبه وطائفه وقوميته وبهذا تفقد الدولة هيبتها بعد أن غاب الامن وأصبح صوت العقل والحكمة لا يسمع وسط ازيز الرصاص .

إن الدولة القوية هي التي تستطيع أن تبسط نفوذها على كل شبر فيها وتستطيع أن تنفذ القانون على الجميع حيث الكل تحت مظلة القانون .

مر العراقي بعقود من الحروب التي لم يكن له فيها ناقة ولا جمل وعمدت كل الأنظمة العسكرية منذ 1958 على عسكرة المجتمع ساهمت في سهولة اللجوء إلى السلاح كحل أولي في كل نزاع نحن بحاجة ملحة إلى أن يكون كل السلاح بيد الدولة على أن توفر الدولة الأجواء الآمنة للجميع وتثقيف الشعب لمساندة الدولة في هذا الجانب ولابد الأجهزة الامنية أن تعتمد على خبراء في الادلة الجنائية للوصول الى أي جاني وخاصة في موضوع الاغتيالات لأني على يقين أن هذا الموضوع هو من اخطر المواضيع فالوصول إلى المنفذ ومن يقف خلفه سوف يكشف جهات متورطة لا تريد الخير للعراق وأهله وأنا متيقن أن منظمات صهيوأمريكية ستكون هي الجهات التي تخطط لهذه الاغتيالات بعيدا عن المنقذ .

ولابد أن تقف المؤسسات الاعلامية وقفة شجاعة لفضح القنوات الصفراء التي ساهمت في تخريب البلد وكانت لكلماتها رصاصات للكواتم وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة تحصد ارواح المواطنين ولابد من تثقيف الشعب لكشف الجهات التي تقف وراء مسلسل الاغتيال ومقاطعة القنوات الصفراء .

ان مسلسل الاغتيالات لن ينتهي حتى تكون الحكومة قوية تستطيع الوصل عبر اجهزتها الامنية والاستخبارية للوصول القاتل ومن يقف خلفه وتقديمه للمحاكمة وتوفير الامن لجميع أفراد الشعب حتى يؤمن الجميع أن لغة الحوار هي السبيل الانجع لاختلاف الآراء ولأن الاختلاف هو سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى