مقالات

أمريكا في العراق.. تنتظر الصاروخ

د. فاتح عبدالسلام

يدور‭ ‬سؤال‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬سياسية‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عاصمة،‭ ‬مفاده‭ ‬انه‭ ‬لماذا‭ ‬تقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مكتوفة‭ ‬الايدي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تنتظر‭ ‬أن‭ ‬تأتيها‭ ‬الضربة‭ ‬الصاروخية‭ ‬لترد‭ ‬عليها‭ ‬عبر‭ ‬منظومة‭ ‬دفاعها‭ ‬الجوي‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬السفارة‭ ‬وماحولها‭ ‬وعن‭ ‬قاعدة‭ ‬الأسد،‭ ‬إذ‭ ‬الامريكان‭ ‬لا‭ ‬يفعلون‭ ‬شيئا‭ ‬سوى‭ ‬انتظار‭ ‬موعد‭ ‬صاروخ‭ ‬جديد‭ ‬ليحاولوا‭ ‬تفاديه‭. ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يقول‭ ‬انّ‭ ‬الامريكان‭ ‬يدركون‭ ‬انّ‭ ‬هذا‭ ‬القصف‭ ‬هو‭ ‬تصعيد‭ ‬مرتبط‭ ‬بملف‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وان‭ ‬حسم‭ ‬الملف‭ ‬قريبا‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‭ ‬سيجعل‭ ‬القصف‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬موافقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوجود‭ ‬الأمريكي‭ ‬المستند‭ ‬الى‭ ‬طلب‭ ‬رسمي‭ ‬منها‭ . ‬‭ ‬آخرون‭ ‬يرون‭ ‬انَّ‭ ‬الامريكان‭ ‬ينتظرون‭ ‬التوقيت‭ ‬المناسب‭ ‬لاستكمال‭ ‬نقل‭ ‬قواتهم‭ ‬وتجهيزاتهم‭ ‬واسلحتهم‭ ‬الى‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬للعراق‭ ‬باتت‭ ‬تجيز‭ ‬استقبال‭ ‬الامريكان‭ ‬في‭ ‬معاهدات‭ ‬دفاع‭ ‬رسمية‭ ‬معلنة،‭ ‬وحتى‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬تكون‭ ‬القدم‭ ‬الامريكية‭ ‬المتأرجحة‭ ‬والقلقة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬فائدة‭ ‬لواشنطن‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬لها‭ ‬أقدام‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬حدودية‭ ‬مع‭ ‬العراق‭. ‬‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬العراقيين‭ ‬يقولون‭ ‬انَّ‭ ‬أمريكا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬شرّعت‭ ‬وجود‭ ‬المليشيات‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬حين‭ ‬احتلته،‭ ‬ومنحت‭ ‬السلطات‭ ‬المطلقة‭ ‬فيه‭ ‬لحاكمها‭ ‬المدني‭ ‬سيء‭ ‬الصيت‭ ‬بول‭ ‬بريمر‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬قراراً‭ ‬يمنح‭ ‬العمل‭ ‬الشرعي‭ ‬لإحدى‭ ‬عشرة‭ ‬مليشيا‭ ‬مسلحة‭. ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬نشبت‭ ‬في‭ ‬اثره‭ ‬الاقتتالات‭ ‬الداخلية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ّ‭ ‬تطور‭ ‬الوجود‭ ‬المسلح‭ ‬الى‭ ‬فصائل‭ ‬موالية‭ ‬الى‭ ‬ايران،‭ ‬وباتت‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭ ‬بعد‭ ‬خروج‭ ‬الامريكان‭ ‬الأول‭ ‬مشكوكاً‭ ‬بها‭ ‬بحكم‭ ‬وجود‭ ‬قوى‭ ‬مسلحة‭ ‬تتصرف‭ ‬خارج‭ ‬إرادة‭ ‬الدولة،‭ ‬والجميع‭ ‬عاجزون‭ ‬عن‭ ‬ردعها‭. ‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬يمكن‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات،‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬لجوء‭ ‬الامريكان‭ ‬الى‭ ‬عمليات‭ ‬قصف‭ ‬داخل‭ ‬بغداد‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬استباقية‭ ‬لمقار‭ ‬مليشيات‭ ‬تتهمها‭ ‬بأنها‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬قصفها‭ ‬المتكرر‭. ‬وللحديث‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صلة‭ . ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى