العربية والدولية

اتهام جديد لترامب بتدمير خدمة البريد الأمريكية

بعد ساعات من تحذير بضياع ملايين الأصوات الانتخابية لمن يصوت عبر الخدمة البريدية للولايات المتحدة، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهاما من معارضيه، بأنه يهدف إلى تدمير البريد من أجل أن يفوز بالانتخابات الأمريكية.

من تأخر وصول الرسائل إلى إزالة علب البريد من الشوارع، يتهم معارضو دونالد ترامب الرئيس بالسعي إلى تدمير خدمة البريد الأمريكية العامة ليجعل مستحيلا التصويت بالمراسلة، إذ قد يساهم هذا التصويت بترجيح كفة خصمه الديموقراطي جو بايدن. 

وقامت وكالة الخدمة البريديةبالولايات المتحدة أمس السبت بالتحذير من أن ملايين الأصوات الواردة عبر البريد قد لا تصل في الوقت المناسب ليتم عدّها في يوم الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وتتركز حملة الانتخابات الرئاسية منذ أيام على “الخدمة البريدية للولايات المتحدة” (يو إس بي إس) والإصلاحات التي يقوم بها مدير الهيئة الجديد لويس ديجوي وسط ضجة إعلامية كبيرة. ومن المتوقع أن يصوّت عدد قياسي من الناس عن طريق البريد بسبب وباء كورونا.

ولويس ديجوي مقرب من ترامب من كبار المتبرعين لحملته. وألقى النقاد باللوم على رئيس الخدمة البريدية الجديد – المؤيد المخلص للرئيس دونالد ترامب – في التباطؤ في عمليات التسليم.

وتواجه الإصلاحات التي بدأها لتستأنف الخدمة تحقيق أرباح، انتقادات حادة ويشتبه بأنها تهدف في الواقع إلى منع التصويت بالمراسلة للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وترى المعارضة في هذه الإصلاحات يد دونالد ترامب المرشح لولاية رئاسية ثانية ويتحدث منذ أشهر عن تزوير معلن إذا استخدم التصويت بالمراسلة هذه السنة بشكل أوسع من الماضي بسبب وباء كوفيد-19.

وقال ترامب في تصريحات كثيرة إن بطاقات الاقتراع عبر البريد ستعطي دفعة لمنافسه الديمقراطي جو بايدن، وستؤدي إلى تزوير التصويت.

وقالت كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع المرشح الديمقراطي يوم الجمعة “لا يمكننا أن نسمح لدونالد ترامب بتدمير” خدمة البريد الأمريكية.

– “تعكس صورة ترامب”

ما أثار التساؤلات خصوصا هو تأخر البريد الذي يشكو منه الأمريكيون.

بعد ذلك سحبت من مراكز فرز الأصوات أجهزة اعتبرت قديمة. وشهدت بعض المدن سحب صناديق بريد في إطار إجراءات لتوفير الأموال.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن خدمة البريد أبلغت خصوصا الولايات بأنها لن تتمكن من أن توصل في الوقت المناسب، ملايين بطاقات الاقتراع لاحتسابها قبل الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.

ويريد الديموقراطيون تمويل هذه الخدمة العامة التي يبلغ عمرها مئتي عام التي تجوب شاحناتها الصغيرة البيضاء والزرقاء شوارع الولايات المتحدة.

وقالت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي في رسالة إلى زملائها أمس السبت إن الأمر يتعلق “بتمويل (…) انتخابات سليمة وعادلة في بلدنا”.

لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لدونالد ترامب. فقد أوضح يوم الخميس في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” المحافظة أنه لا يريد تمويل خدمة البريد “حتى لا تكون مجهزة (…) لتصويت معمم بالمراسلة” لا يرغب فيه.

ورأى منافسه الديموقراطي جو بايدن أن القضية “تعكس صورة ترامب. إنه لا يريد انتخابات”.

وعلق على المسألة أيضا الرئيس السابق باراك أوباما الذي قال “لم نر من قبل رئيسا يقول +سأقوم بتركيع خدمة البريد (…) وسأقول لماذا بوضوح+”.

– ” ما يريده الشعب”

يرى مراقبون أن ترامب يعارض التصويت بالمراسلة ليعد الناس لإمكانية الاعتراض على النتائج في حال هزم في الاقتراع.

ورأى مارك ديموندستين رئيس نقابة عمال البريد “الاتحاد الأمريكي لعمال البريد” أن ترامب “يريد على الأقل إثارة تساؤلات كافية ليفقد الناس ثقتهم”.

ويدرك ترامب أيضا أن التصويت بالمراسلة يمكن أن يشجع على الاقتراع الأمريكيين الأفارقة والمتحدرين من أمريكا اللاتينية الذين يبدون أكثر ميلا إلى الامتناع عن المشاركة، بسبب أوضاعهم الهشة في معظم الأحيان.

كما أنه يدرك أن الناخبين الديموقراطيين يميلون إلى التصويت بالمراسلة أكثر من مؤيديه.

وقالت ناطقة باسم خدمة البريد “نحن لا نتباطأ في توزيع البريد الانتخابي ولا أي بريد آخر”، مشيرة إلى مشاكل مالية في المؤسسة.

وتعاني خدمة البريد منذ 2008 من عجز ومن صعوبات مع ازدهار الإنترنت وتراجع حجم المراسلات. ويتحدث الجمهوريون منذ فترة طويلة عن خصخصتها.

وألمح ترامب يوم الجمعة للمرة الأولى إلى أنه قد يقدم أموالا. وقال في مؤتمر صحافي “ليس هذا ما أريده أنا بل ما يريده الشعب الأمريكي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى