تقارير وتحقيقات

استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية في العراق : طموحات مشروعة ومعوقات كثيرة

الاولى نيوز / بغداد

عدوية الهلالي …للعراق الحق في الوصول الى التكنولوجيا النووية والنهوض بمختلف القطاعات وفق الاسس القانونية لحق الدول في الاستخدامات السلمية المنصوص عليها في معاهدة عدم الانتشار النووي ، ومن حقه ان يستخدم الطاقة الذرية في التطبيقات السلمية مثل انشاء مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية وكذلك في الميادين الطبية والموارد المائية والزراعية ، .

وقد استبشر المختصون خيرا باقرار قانون هيئة الطاقة الذرية العراقية لكن قرار تشغيلها وتعيين رئيس لها ظل حبرا على ورق ، ولازلنا نستغل النفط الذي يمثل غالبا عامل اثارة للخلافات بدلا من الانتقال الى الطاقة النووية على الرغم من كونها مؤشرا للحداثة وتطور البلدان ..مااسباب ذلك ومااهمية استغلال الطاقة النووية ؟..هذا ماتحدثت عنه الدكتورة اكتفاء مزهر عبد الحسناوي مديرة مديرية البحوث والتطبيقات النووية في وزارة العلوم والتكنولوجيا في الندوة التي أقامها منتدى بغداد للحوار الفكري والوطني بعنوان ( الطموحات المشروعة للعراق في استثمار الطاقة الذرية سلميا ) بادارة الاعلامي أحمد العنزي وضمت عددا من المختصين في هذا المجال مع نخبة من المثقفين والاكاديميين والاعلاميين ..

مصادر بديلة

وترى الدكتورة الحسناوي ان الطاقة هي من المواضيع الرئيسية التي تشغل الحكومات والدول نظرا لأهميتها وحاجة السكان لها ، وقد ازداد التركيز على مفهوم الطاقة ومصادرها بعد اكتشاف النفط والفحم الحجري ، كما ظهرت الحاجة الى توفير مصادر بديلة لهذين المصدرين بوصفها مصادر غير متجددة وستنتهي يوما ما ، لذا لجأ الانسان الى استغلال انواع أخرى من الطاقة ومنها الطاقة النووية ، مشيرة الى ان أول مفاعل نووي في العالم كان قد بني خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1939 كجزء من مشروع مانهاتن لبناء الطاقة الذرية ، وان الطاقة النووية لها ميزات منها سهولة توفير المواد المستخدمة في التفاعلات النووية وهي عنصر اليورانيوم المشع ، وسهولة نقلها بخلاف مواد البترول والفحم التي يصعب استخراجها من باطن الارض اضافة الى تكريرها كما ان المفاعلات النووية لاتحتاج الى مساحات كبيرة ، ومن الممكن انتاج الطاقة النووية من طن واحد من اليورانيوم بما يعادل ملايين الاضعاف من الطاقة التي تنتج من النفط أو الفحم ، كما لاتسبب الطاقة النووية انبعاث المواد المضرة بالبيئة مثل ثاني اوكسيد الكاربون وثاني اوكسيد الكبريت اللذان ينتجان عن احتراق النفط والفحم ومايسببه ذلك من احتباس حراري ومطر حمضي وماالى ذلك ..
طموحات مشروعة

وعرجت الدكتورة الحسناوي على الحديث عن طموحات العراق باستخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية ومايعترض ذلك من معوقات فالعراق لايمتلك معجلا أو مفاعلا نوويا على الرغم من كونه عضوا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأقليم الشرق الاوسط والاتحاد الاوروبي وهيئة الطاقة الذرية العربية ، مشيرة الى عدم تفعيل القانون الذي تم اقراره بوجوب استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية مع وصول حالات الاصابة بالسرطان في بغداد فقط الى 2833 حالة في السنوات الثلاث الاخيرة ،فضلا عن عدم تعيين رئيس لهيئة الطاقة بسبب التجاذبات السياسية ..

وتؤكد الحسناوي على وجود كوادر متدربة لكنها على وشك التقاعد كما تم اهمال الهيئة التي تحتاج الى 300 مليون دينار فقط لتنتج ارباحا تقدر بخمس مليارات دينار سنويا وماتقدمه من بحوث ومعارض ومشاركات دولية يتم بجهود ذاتية على الرغم من حصول العراق على الجائزة الاولى في الابتكارات لأكثر من مرة ، فمن المؤسف – كما ترى الحسناوي – ان ينظر المسؤولون الى هيئة الطاقة الذرية باعتبارها دائرة عادية بينما يمكن ان تسهم جهودها في تطوير الاقتصاد الوطني ..

وشارك عدد من الحضور في الادلاء بارائهم ومقترحاتهم في هذا المجال ، فمن جهته ، شكك حسين حاشوش / سكرتير أول في وزارة الخارجية في قدرة العراق على استخدام الطاقة الذرية لعدم سماح مجلس الأمن له طالما لم يخرج عمليا من الفصل السابع ولم يسدد كل ديونه للكويت ، فيما تساءل الاعلامي جمعة العطواني عن استحقاقات وزارة العلوم والتكنولوجيا في الموازنة المالية وفيما لو تم استغلالها في تفعيل هذا المجال في زمن يعيش العالم فيه صراعات بسبب التنافس على امتلاك الطاقة النووية ..أما الدكتورة ندى العابدي / مديرة القناة الجامعية فتؤكد على وجود تجاهل متعمد من قبل الحكومة ومن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحديدا سيما وان وزيرها أعلن مؤخرا عن خلو العراق من النفايات الكيمياوية في مؤتمر لاهاي لكن هناك تعتيما اعلاميا على هذا الموضوع بينما ينبغي المحافظة على المواد المشعة التي ستتسرب الى التربة والهواء وتصبح خطرا كبيرا فيما لو تم اهمال الهيئة وغادرها العاملون فيها لاهمال الدولة لها …

ويرى الاكاديمي الدكتور طارق العبود ان 20% من الطاقة الكهربائية في العالم تاتي من مفاعلات نووية لأنها توفر طاقة كهربائية واشعاعية عالية مع امكانية تجريبية وعملية هائلة في البحوث الطبية ، وانه كان يأمل أن يتم انشاء مفاعل نووي بعد عام 2003 لتعويض نقص النفط وشحة المياه اذ ينبغي البحث عن طاقة بديلة ، لكنه غير متفائل بحصول ذلك بسبب الواقع الأمني وبقية المعوقات على الرغم من وجود كفاءات عالية وحبذا لو يتم انشاء مفاعل بحثي أولا لكسب ثقة العالم ثم يتم البحث عن مفاعلات لانتاج الطاقة الذرية بضمانات دولية ..

في ختام الندوة ، أجابت الدكتورة اكتفاء الحسناوي على تساؤلات الحضور بقولها ان الامم تبنى بالعلم غير ان مايحدث لدينا هو العكس فالهيئة خاضعة للتجاذبات السياسية ووزير التعليم العالي يقترح اقترح اقامة مول داخل الهيئة على الرغم من خطورة هذا الأمر كما انها لاتخضع للموازنة المالية وتتم فيها الفعاليات بجهود ذاتية مطالبة الحكومة بمنح الهيئة معجل لعمل الابحاث فلازال العراق يستخدم المولدات والبترول وماينتج عنهما من تلوث بيئي في زمن تستخدم فيه الدول الطاقة النووية كما ان عملية دمج وزارة العلوم والتكنولوجيا مع وزارة التعليم العالي أدى الى تهميش كفاءات الطاقة الذرية ولاسبيل الى تفعيل اختصاصات الفيزياء النووية والطب النووي في الجامعات وحتى لو سافر طلبتنا الى الخارج لدراسة هذه الاختصاصات قد تسرق بحوثهم لذا يكمن الحل في جلب المختصين الى العراق لتدريسها لينهض المفاعل بالجهود الوطنية الخالصة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى