مقالات

الأحسان بين الماضي والحاضر..!

ريم صباح محسن

مجتمع غني بالصفات الذميمة التي خيمت على عقول و أنفس الكثير من الناس حتى بات الخير من قبل بعض الاشخاص أعجوبة !

حتى هوَ لا يصدق بأنه قام بمساعدة انسان او اعطى لمحتاج او اشبع جائع فنراهم يهرعون لمواقع التواصل الاجتماعي كلها ليوثقو هذا الخبر ! رغم ان ما يفرقهم فقط طبقة اجتماعية لا غير فهم يرون انفسهم اسياد وهو الفقير الجائع الذي يبحث عن قوت يومه بتعب .

يتصورن انهم بهذه الطريقة سيكونون اصحاب الخير والعطاء والاحسان  ، يتناسون انه لا يحق لانسان ان يهين اخاه ، فالدين امر بالمساعدة في الخفاء فمن تعاليم ديننا الصحيحة ” لا تعلم يدك اليسرى ما انفقت اليمنى” ، الانسانية بأوهج معانيها ان تكون جبراً لشخص، ان تربت على كتف يتيم و ان تكون مفتاحاً لباب مغلقة .

كما نرى خصوصاً في هذه الاوقات الصعبة التي تمر بها البلاد من سوء الاوضاع سواء الاقتصادية او الاجتماعية ،كل اصحاب الاموال بدأو يتسابقون لمساعدة المتعففين لكن ليس بأنصاف ” يقولون عوائل متعففة “!

ويفضحونهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، فيس بوك ، تويتر ، انستكرام وعلى شاشات التلفزيون كمثال لذالك ” مساعدة امرأة ارملة تملك خمسة اطفال زوجها مات في احدى معارك داعش ” متناسين انها قبلت هذه المساعدة لاجل اطفالها وهي انسانة صاحبة كرامة لا تحب ان يتم تصويرها بصورة مهينة ، وغاضين البصر عن صاحب هذه العائلة الذي دافع بدمه عن بلاده ، وعن من فيه.

او كمثال اخر “الذهاب لبيت يشارف على السقوط لتخرج لهم عجوزاً متعبة متعكزة على يد زوجها ،عليلين اثنين اجبرتهما على الحاجة ابنهما الذي استشهد في احدى الانفجارات اللعينة ” تتقدم المذيعة بأسم صاحب المساعدة وتبقى تسألهما عن سبب حاجتهما لتنسكب دمعة من عينيهما اثناء الحديث لربما ليست على فراق ابنهما الذي قطع بهم السبل بل لانهما تعبا من الاذلال الذي لاقاه فيدخلون البيت وتقدم السفرة مالذ وطاب وتسألهما المذيعة بين ساعة واخرى ” “صارلكم شكد مماكلين ” هذا المثال ليس من وحي الخيال بل شاهدته بنفسي على احدى الشاشات !

فأن كنت تريد الشهرة فهذه الطريقة لن تزيدك غير خسارة .

يجب ان يضع الانسان نفسه مكان غيره ويفعل بما يحب ان يعود عليه ، ان عدنا بالزمن لقبل الاف السنين نجد الانسانية بأسمى وأرفع معانيها كانت تتمثل بـ علي ابن ابي طالب”عليه السلام ” الذي كان يقوم بأخفاء وجهه ويتجول ليلاً ليسمع انين المحتاجين ويطرق ابوابهم.

كأن الساعة توقفت هناك !

اما الان فيجب ان يرى الجميع هذا الشخص الذي بذر بضع قروش على اناس لا يملكون قوتهم .

لا احد يحب ان يظهر مكسوراً محتاج وليس لأحد الحيلة في تغير قدره ،، فلا تزيدو الموجوعين وجعاً ولا تسلبو الفقراء انفسهم ، ان كنتتم تريدون الشهرة فلا تختارو طريقهم وان كنتم تريدون ان تكبرو بعين انفسكم وترضوها فخذوه لكن استوعبو انكم ستلاقون ما تفعلون يوماً!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى