قصص من الواقع

الأم

عندي صديق مثل وجوهكم الطيبة قبل فترة سولفت وياه … جان راجع من فاتحه مال (ام ولد عراقي توفت بكورونا) اني ما اعرفه للولد ابو الفاتحه ..
كلتله لصاحبي هو صديقك من العراق اشو ماعرفه اني ؟؟
كال اي بس صار سنين متزاعلين صديقي جان و حتى شغلنه سوى و طلعتنه لهنا هم سوى .. كال هو الولد متأذي كلش بوفاة امه و مثل الصاير بي خيط .. يعني يهلوس وي روحه .. و يصفن و يبتسم و يبجي … كال تدري اني جنت ما احجي وياه بس من سمعت امه متوفيه رحت رأسا .. لان جان عندي مشاكل وياه .. يكول هالولد ميقدر النعمة الي بيده … يعني امه الي هي امه … جان بالعراق يكفر بوجهها و يعيط عليها و هاي اذا رجع للبيت و ماكو اكل و متعطل الاكل عالطباخ .. اهوووووو يظل يصيح على امه و يسوي هوسه … يكول اني هالامور كلها اعرفها .. بس مريت بموقف وي هالولد موقف موت .. و حسيت بي تغير جذريا .. يكول اني وياه طلعتنه جانت من تركيا لليونان بالبحر .. و ركبنا قارب مطاطي … طبعا هواي ناس ماخذه فكره غلط عالقوارب المطاطية تتوقع هالقوارب بسرعة تخرب و اذا انزرفت رأسا تفش و تغرك … هالحجي عن تجربة شخصية طلع كله جذب … مراح احجي الطريق كله بس راح اختصر من ركبنا القارب و مشى بينا القارب لنص المحيط الي بين تركيا و اليونان .. بالنص الماطور وكف .. طبعا احنا بالقارب بس ٧ نفرات و بالعادة القارب يعبوه بشر بس بذاك اليوم محد مقبل يطلع لان الجو جان متقلب و خافو لا ينكلب بيهم القارب بس اني و صديقي و اربع اشخاص من عده السايق .. خاطرنه و قبلنه نعبر .. بنص المحيط وكف الماطور .. و حسينا اكو هوى ديطلع من صفحه اليمين مال القارب المطاطي نفسه .. جان شوية مشكوك .. طبعا احنا بنص البحر … و مطر .. وهوى .. و الماطور خربان و القارب بي شك … عرفنا احنا راح نموت مع العلم احنا عدنا نجادات .. بس النجادات الها وقت و هم تنتهي يعني متبقى رافعتنا وقت طويل .. بدينا نبجي … السايق جان تركي حتى السايق كام يبجي و جان عمره صغير … اني تذكرت اهلي و صديقي كام يعيط يمه اني راح اموت و اني مقصر بحقج .. يمه تعبتج يمه .. يمه والله اني عار (مكرم القارئ) يمه لو اعيش انام جوى رجلج و جوى نعالج يمه … يمه لساني هذا الي صيح عليج و غلط عليج راح يغرك يا يمه .. طبعا هو كلامه لو بغير ظرف جان ضحكت عليه بس بهل الظرف احنا كلنا دنبجي و اني اباوع عليه وهم ابجي (طبعا الي بالقارب كلنا اعمارنه من ٢٨ و انته نازل لل٢٤ .. ماكو حل .. يعني محيط طويل عريض حتى سالفة سبح مترهم … و منعرف شكو بهل المحيط يجوز قرش يسوينه ثريد .. و بقينا نبجي كلنه .. و طبعا التركي يحاول وي الماطور و ميشتغل الماطور .. واكف صار طابوكه … و كل واحد كام يدعي بطريقته … و من كثر المطر المي صار جوى رجلينا هواي .. يعني القارب صار بي مي بالداخل ..
كلنه خلص راح نموت و هذا صاحبي كل شوية يسكت و يتذكر و يصيح يمه اني مو زين وياج يمه .. لهناك و جان يجون خفر السواحل التركي ..
لزمونه …
طبعا طبطبونه عالخفيف و احنا نضحك .. حتى همه استغربو .. يضربونه بدونكيات و احنا نضحك مكيفين لان راح نعيش .. و اكثر واحد انكتل السايق لان تركي .. يعني مهربجي يعتبر .. واحنا يضربونه ونضحك ..
المهم ..
انحبسنا اسبوع تقريبا و طلعونا .. اول مطلعنه اتصلنه بأهلنه و صديقي اتصل بأمه .. اني جنت واكف يمه من ديحجي وي امه .. يعيط عليها يكلها حظ الاسود منين تريدين اجيبلج تلفون و اني مسجون ليش تخليني اصيح ليش .. اني قربت حلكي على اذنه الثانيه جان اكله نسيت بسرعه .. مو قبل كم يوم ردنا نموت و ردت تبوس رجلها .. جان يأشرلي بأصبعه (اوكي اوكي) جان يكلها يمه اني اسف لان صيحت .. و الكارت راح يخلص باي … و رجع نفس ما جان بالضبط .. و هسه هاي امه ماتت خلي يفيده صياحه و صوته العالي ..
عليمن تصيح بعد …. راح الجان يلوليلك …
.. الف رحمه على روحها …
هالقصة كتبتها .. او هالموقف كتبته ..
بمناسبة يوم الام و عيد الام .. اني امي متوفية بس عندي حجايتين …
صح الكل يحس بقيمة امه .. بس اوف من امك تروح .. بيوم وفاة الام تحس انته كبرت .. تحس اكو ثكل صار بجسمك كله … من تمشي هالثكل ينزلك جوى جوى جوى … تحس ماكو شي بي طعم مثل قبل … يعني الي جان يفرحك قبل مراح يفرحك هسه .. و تحس روحك وحيد لو داير مدايرك مليون واحد .. وحيد .. حتى من تريد تشكي همك تستحي .. تستحي المن تشتكي .. قبل جنت اسولف لأمي .. يمه تعبان من الدنيا .. يمه مليت .. يمه ضايج .. يمه مقهور .. هسه المتلقي الي راح تحجيله هالكلمات ميحسها بكد ما امي جانت تحسها ..
الام الوحيدة بالدنيا مو بس تسمع الكلمات من اولادها .. الام تحسها …
الام الوحيدة بالدنيا مو بس تسمع الكلمات من اولادها .. الام تحسها …
الام الوحيدة بالدنيا مو بس تسمع الكلمات من اولادها .. الام تحسها …
الف رحمه على روحج يمه ..
والف رحمه على روح والديكم العايشين و الرايحين …
المصدر : صفحة ابوـبغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى