مقالات

الإسلام دين عبادة وتوحيد

خالد السلامي

منذ بدء الخليقة والرسالات السماوية تتوالى على بني البشر وكلها تدعو إلى عبادة الخالق الواحد الأحد وهو الله سبحانه وتعالى خالق الجن والانس والأكوان وما فيها من كائنات حية وغير حية لعبادتـــــه ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) بالإضافة إلى الوحدة والمساواة بين البشر، وكل رسالة من تلك الرسالات كان يحملها نبي اختاره الله العلي القدير لإيصال رسالته إلى قوم معينين من قبل الباري جلت قدرته فيدعوهم إلى عبادته وحده لا شريك له وكانت تلك الرسائل السماوية تدعو كل قوم تتوجه إليهم إلى الوحدة فتوحيد العبادة لله الواحد يؤدي إلى وحدة تلك الأقوام في كافة مجالات الحياة كل في حينه حتى جاءت الرسالتين اللتان حملاهما نبيا الله موسى وعيسى على نبينا وعليهما السلام ليكونا أوسع دعوةً و تبليغا مما سبقهما من الرسائل السماوية وكلها كانت تدعو إلى الإسلام ولم نجد احد من الأنبياء يدعو لغير الإسلام ديناً فالتوحيد الديني عامل توحيد اجتماعي وفكري .وبعد كل تلك الرسالات وجميع أولئك الأنبياء عليهم السلام جاءت الرسالة الخاتم لتدعو إلى دين الإسلام الخاتم على لسان سيد الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم لتكون عامة وللناس كافة أي أنها غير مخصصة لقوم بعينهم رغم أنها ابتدأت بالعرب ، هذه الأمة التي شرفها الله بحمل رسالته الإسلامية السمحاء إلى كل بني البشر وفي كل أصقاع الأرض دون تحديد أو تمييز فأدى ذلك التكليف المبارك إلى توحيد تلك الأمة التي كانت مشتتة على شكل قبائل وبطون متناثرة بين ثنايا ارض الجزيرة العربية بل ولم تكتفي الرسالة المحمدية السمحاء بتوحيد امة العرب فراحت تجمع شمل كل تلك الأمم التي دخلت الإسلام طوعا أو كَرها من الأعاجم رغم أن (لا إكراه في الدين) إلا إن الدولة الإسلامية كانت تضطر للرد على اعتداءات واستهانات بعض الأمم تجاه دولة الإسلام كقتل مبعوثيها أو أهانتهم والإساءة إلى نبي الرحمة ورسالته السماوية لتضمها تحت راية الأمة الإسلامية الواحدة التي امتدت لتشمل أجزاء واسعة جدا من قارات العالم الثلاثة المعروفة آنذاك ( أسيا وأفريقيا وأوروبا ) لتُكَوِن اكبر دولة عادلة تحت راية الخلافة الإسلامية. إن هذا الدين العظيم الذي استطاع أن يحقق كل تلك الانجازات التوحيدية والوحدوية كان واضحا في كل تعاليمه وقواعده وقوانينه وقد ذكرت جميعها في كتابه المقدس الذي ختم به كل الكتب السماوية ذلك هو القران الكريم وما لم يفهم من بعض التعاليم الموجودة في القران المجيد فقد فسرته السنة النبوية الشريفة ، فهل يحتاج دين لديه كتاب كالقران وسنة كسنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه وسلم إلى تشظيته إلى فرق وملل وأحزاب ومنظمات وتنظيمات ما انزل الله من سلطان لتعمل كل منها على إصدار تعاليم وتفاسير تتماشى مع ما تريد أو يريد من هو ورائها ؟ هل يحتاج هذا الدين الذي جمع شمل أمم مختلفة الأعراق والقوميات ( كالترك والفرس والهنود والافغان والباكستان والصين والافارقة واجزاء واسعة من اوروبا) بل وحتى من الناس المؤلفة قلوبهم من الديانات الأخرى تحت رايته التوحيدية ليكون سببا في تفريق وتشتيت الآمة نفسها التي حملت رسالته إلى تلك الأمم ؟.إذاً فالدين الإسلامي هو دين العبادة, دين التوحيد, دين الكمال, دين المعرفة, هو الطريق المؤدي إلى السعادة في الدارين وهو دين يريد الخير للبشرية جمعا ويسعى لنشر العدالة والمساواة فماذا صنع الذين ابتعدوا عن طريق الله من خلال تحزبهم وتفرقهم وقرروا إن الدين لا يواكب الحضارة بدون تحزب ؟ هل تعيش مجتمعاتهم بخير أم أنها هي في طريقها للدمار والتخلف والانهيار الفكري . ان الله يريد الخير للبشرية جمعاء ولكنها سابحة في بحر من الإلحاد والظلال والبهتان والتحزب والتفرقة و الله سبحانه وتعالى يحب الحضارة الراقية روحياً ومادياً وهو يحافظ عليها أذا ما اتسمت بالنظافة الأخلاقية والمثالية , ويعمل على إسقاطها وانهيارها إذا ما اتصفت بالقذارة والفساد والرذيلة . هذا ما يريده الله سبحانه وتعالى لجميع عباده فليعقل وليشعر وليسمع وليرى كل من له عقل و قلب نابض بحب الله ورسوله ودينه الاسلامي الحنيف وإلا حصل السقوط الشامل والانهيار الكامل لهذا الدين العظيم ومجتمعاته لا سمح الله من جراء التفرقة والتحزب لأنها تسن لنفسها بهواها ما تريد من السنن وتبتدع من مخيلتها ما تريد من الاختراع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى