مقالات

الاغتيالات والأمل

د. فاتح عبدالسلام

العراق من البلدان القليلة، وربّما النادرة في العالم التي يظل ملف الاغتيالات فيها مفتوحاً، سواء من حيث العمليات المنفذة او كشف بعض المتورطين أو من خلال كمية التجاهل التي تلبست الحكومات المتعاقبة. ولا يبدو أنّ الحال سوف يتغير في غضون مستقبل منظور.أهم أسباب استمرار الاغتيالات هو عدم ايمان الاطراف السياسية بالحوار الحقيقي والاصغاء للرأي الآخر بحثاً عن حلول لمصائب العراق التي تنوء أرضه التي حملات رسالات أنبياء وحضارات آلاف السنين عن حملها.

عند العودة الى تحليل أسباب الفشل في العملية السياسية، نصل الى سبب مباشر يظهر ويختفي بحسب الطلب الداخلي أو الخارجي هو الاحتكام الى الرصاص عند الوصول الى نهايات مسدودة بين مختلف الاطراف، وهي ليست مسدودة إلا في عقولهم المريضة، ذلك انّ باب الحوار ليس له انغلاق الى ما شاء الله . وهنا نرى الوهم كبيراً في رؤوس كثير من الجهات المعتقدة انَّ الرصاصة التي طالت شخصاً قال ذات يوم كلمة غير مرغوب فيها لن ترتد يوماً على مطلقها أو المحرّض على اطلاقها، بل حتى على الراضي بها والساكت عليها.

حين يسمع المرء أنّ جهة أو شخصية سياسية تضغط من أجل اطلاق سراح معتقلين في جرائم اغتيال أو سواها، تكون صورة الفاجعة على أكبر وضوح لها، وتبدو فسحة الأمل صغيرة، وملبّدة باليأس و الإحباط .لا يزال هذا الملف مفتوحاً، وهذا يعني انَّ فسحة الأمل ستضيق أمام العراق ، ولا يصلح الحال حكومة جديدة، تسير كما سارت التي قبلها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى