الرياضية

البرازيلي نيمار يسعى للمجد ونسيان الماضي في كأس العالم

ربما تكون نهائيات كأس العالم التي تقام في قطر هي الأخيرة لنجم الكرة البرازيلية نيمار الذي يتم في فبراير شباط عامه الـ 31.

وتباينت مسيرة نيمار ما بين توقعات كبيرة وواقع لا يرقى لهذه التطلعات.

فرغم كونه أغلى لاعب في التاريخ، فإنه لم يستغل كامل قدراته على مستوى الأندية أو مع منتخب بلاده.

وكثيرا ما تلقى انتقادات كونه أنانيا وغير ناضج، وتصدر عناوين الصحف بتصرفاته سواء داخل الملعب أو خارجه بسبب أسلوب حياته والمشاكل القانونية.

لكن بدا أنه سلك مسلكا مختلفا هذا الموسم إذ أنه يولي اهتماما أكبر لاستعداده ذهنيا وبدنيا قبل كأس العالم.

وقرر إنهاء عطلته مبكرا بأسبوع ليبدأ التدريبات مع باريس سان جيرمان، ويقدم أداء رائعا هذا الموسم، إذ إنه أكثر من هز الشباك وصنع أهدافا في بطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا.

ويرى البعض أن القصص التي كان بطلها في كأس العالم في آخر 12 عاما هي انعكاس لمسيرته، فهي قصة طويلة من الأمل والإحباط والجدل والألم وسوء الأداء.

ففي جنوب أفريقيا 2010، استبعده المدرب دونغا من التشكيلة النهائية، إذ لم يعتقد أن المهاجم البالغ عمره حينها 18 عاما الذي لفت الأنظار مع سانتوس مستعد للمسرح الكبير.

وبعد أربعة أعوام، أصبح نجما من الطراز الرفيع، إذ لعب إلى جوار ليونيل ميسي ولويس سواريز في برشلونة، وقائدا لمنتخب بلاده المستضيف لكأس العالم.

لكنه تعرض لإصابة في إحدى فقرات الظهر في فوز البرازيل في دور الثمانية على كولومبيا وتابع من فراش المستشفى خسارة فريقه المذلة 7/1 في قبل النهائي على يد ألمانيا.

وفي روسيا 2018، حالت الإصابات مجددا دون تحقيق حلمه بالفوز بكأس العالم، ففي بداية العام، تعرض لالتواء في الكاحل الأيمن أثر على قدمه اليمنى.

ولم يكن في كامل لياقته في البطولة، إذ كان يعاني من الألم وبعيدا عن أفضل مستوياته عندما أطاحت بلجيكا بالبرازيل من دور الثمانية.

والعامل المشترك في مشاركته في نهائيات كأس العالم هو كونه اللاعب الوحيد القادر على إحداث الفارق في المنتخب البرازيلي.

وكان على نيمار أن يتحمل عبء كونه ألمع نجوم جيله طوال مسيرته، وكان هذا حتى وقت قريب قبل بزوغ نجم لاعبين أمثال فينيسيوس جونيور ورودريغو ورافينيا وبرونو غيمارايش وآخرين الموسم الماضي.

وللمرة الأولى سيحظى نيمار بدعم من فريق مليء بالنجوم، كما كان حال البرازيل في الماضي.

وستكون هذه الفرصة هي المثالية ليحقق المجد ويكفر عن أخطائه بمساعدة البرازيل في الفوز بكأس العالم للمرة الأولى في عقدين.

التتويج باللقب

يخوض المنتخب البرازيلي نهائيات كأس العالم باعتباره أحد المنتخبات المرشحة للفوز مدفوعا بمواهب شابة بزغ نجمها الموسم الماضي ويبدو أنها وصلت لأفضل مستوياتها قبل البطولة.

ويبرز من بين اللاعبين الشبان فينيسيوس جونيور ورودريغو وإيدر ميليتاو الذين تألقوا مع ريال مدريد ورافينيا لاعب برشلونة والثنائي الهجومي لآرسنال غابرييل جيسوس وغابرييل مارتينيلي ولاعب وسط نيوكاسل متعدد المواهب برونو غيمارايش وجناح مانشستر يونايتد أنتوني والمهاجم ريتشارليسون المنضم هذا الموسم لصفوف توتنهام هوتسبير.

ووصل هؤلاء اللاعبون، الذين لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما، إلى القمة، وهو ما يعتقد تيتي مدرب البرازيل أنه سيخفف العبء عن كاهل نيمار مهاجم باريس سان جيرمان، الذي حمل على عاتقه كونه أبرز نجوم جيله طوال مسيرته.

ويحظى نيمار (30 عاما) بموسم رائع مع فريقه الفرنسي، إذ إنه أكثر من هز الشباك وصنع أهدافا ببطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا.

وأثار تألق هؤلاء النجوم حماسة وثقة الكل في البرازيل التي تسعى لتعزيز رقمها القياسي بالفوز بالبطولة للمرة السادسة.

وأبلغ تيتي رويترز في مقابلة أجريت في أغسطس آب “يراودني هذا الشعور بأن وصول هؤلاء اللاعبين الشبان سيكون جيدا لنيمار داخل الملعب وخارجه”.

وقال “عندما يكون هناك لاعبون آخرون بقدرات فنية رائعة فإنهم يرفعون عنك جزءا من الحمل وتركيز المنافسين الذين سيتعين عليهم الآن التفكير في استراتيجيتهم الدفاعية”.

ويتفق رونالدو، الذي ساعد البرازيل في الفوز بالبطولة مرتين، مع تيتي.

وأبلغ رونالدو، الذي قاد البرازيل للفوز بالبطولة للمرة الأخيرة في كوريا واليابان 2002، رويترز في أكتوبر تشرين الأول “سيكون نيمار تحت الضغط بغض النظر عن أي شيء، إنه أكبر نجوم البرازيل ولا يهم من يلعب بجواره”.

وأتم: “رغم ذلك، أعتقد أن هذا الجيل الجديد من المواهب سيقدم له أفضل دعم حظي به مع المنتخب البرازيلي”.

وأضاف “هذا قطعا أفضل منتخب حظيت به البرازيل في آخر ثلاث نسخ من كأس العالم. لكن المسؤولية تقع دائما على عاتق النجم الأكبر، وهو نيمار”.

ويلعب نيمار دورا مركزيا وهو ما يسمح لتيتي بإطلاق العنان للاعبين الشبان في الخط الأمامي وتبني نظام لعب “هجين”، بالدفع في بعض الأحيان بخمسة لاعبين في الخط الأمامي، مثلما حدث في الفوز 5/1 على تونس و3/0 على غانا في سبتمبر أيلول وقدم فيهما الفريق أداء هجوميا قويا.

وبالسماح بتشكيلة مؤلفة من 26 لاعبا وخمسة تبديلات خلال نهائيات كأس العالم، يريد تيتي أن يتجنب إرهاق اللاعبين وأن يصعب على المنافسين توقع تشكيلته.

ومن المتوقع أن يضم تسعة مهاجمين في تشكيلته.

كما أن الخطوط الخلفية للمنتخب البرازيلي قوية بوجود اثنين من أفضل حراس المرمى بالعالم في صفوفه، أليسون وإيدرسون، ومجموعة من أفضل لاعبي قلب الدفاع أمثال ماركينيوس لاعب باريس سان جيرمان وتياغو سيلفا لاعب تشيلسي وميليتاو لاعب ريال مدريد وبرمير لاعب يوفنتوس الذي فاز بجائزة أفضل مدافع في الدوري الإيطالي العام الماضي.

ويبدو أن نقطة ضعف البرازيل الوحيدة في مركز الظهير، ما دفع تيتي لتجربة اللعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع في آخر مباراتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى