مقالات

البعض إستدرجنا إلى عنق الزجاجة

البعض إستدرجنا إلى عنق الزجاجة – عادل سعد

هل اخضع عراقيون انفسهم الى حساب الكلفة التي يتسبب بها تعاطيهم الممل مع الوقت ، وهل بات هذا النوع من التعاطي السمة البارزة في المشهد العراقي على صعيد مواقف شخصية ومؤسساتية من مختلف الانواع ، انا اتحدث هنا عن مليارات الدنانير اهدرت على موظفين من الدرجات المتقدمة احتلوا مناصبهم واهتموا بشؤونهم واخذ يقبضون رواتبهم الدسمة الى حد الاتخام ، وكل ما فعلوه حتى الان ادخال البلاد في انتظارات مخجلة على اساس اعداد الطبخة المنتظرة التي ستنتشل البلاد من قاع الفساد ووضعه عل طريق تنموي يعالج الفاقة ، ويقيم منصات التنمية المستدامة ويؤمن للعراقيين الاطمئنان ان بلادهم لن تستباح ، وانها بصدد ان تكون على ايديهم رقما يحسب له حساب على صعيدي،الحاضر والمستقبل، وان كفاءاته العلمية والاخلاقية ورموزه المعرفية برعاية تامة ، وان حنفيتي الماء المنزلي والزراعي لن تتوقف ، وان الخدمات الاخرى للبنية التحتية قائمة على قدم وساق ، وان اللصوص والقتلة وتجار وباعة المخدرات لن يفلتوا من العقاب ، وانه لن توظف لهم صفقات لمنحهم الحرية المطلقة ، وانه سيتم اعادة تأهيل الدفاع المدني والسلامة العامة لوضع حدود مقبولة لمسلسل الحرائق ، وان قائمة المرتشين والمتسلقين وباعة الوعود الكاذبة سيتقلصون ، وانه في النية تنظيم احتفاليات لشهود اثبات ان مايجري الان ظاهرة شاذة وليس جزءاً من اللوحة الميدانية المرسومة والمعدة سلفاً لتكون نسخة البلاد هكذا ، وان تسريب الاسئلة المدرسية يمثل جريمة تساوي الزنى.هل يجرؤ سياسي واحد في محركات المشهد العراقي ليعلن انه بريء عما يجري من تسيب واستخفاف براءة الذئب من دم يوسف ، هل تعلن بائعات وبائعو هوى سياسي في المشهد الوطني العام انهم يشعرون بالخزي والشعور بشعور القمامة وانهم مجرد( انباء كاذبة) ، يلعبون في الوقت الضائع من زمن العراق ، هل يصحو سياسي واحد من الذين ابهظوا ميزانيات الدولة العراقية ليعترف بصحوة ضمير انه لايستحق الرواتب الهائلة التي يتسلمها والقصر الواسع الذي يسكنه ، وانه يعترف بجرائم الضحك على ذقون العراقيين ويعلن اعتزاله العمل السياسيمن يقول لنا ان النظام السابق ارتكب اخطاءً جسيمةً فهو صادق ولكن ان يظل البعض في اجترار تلك الاخطاء والتسلي بسردها اعلامياً للتغطية على جرائم الحاضر انما يطلق النار على النزاهة . بخلاصة استنتاجية ، لا فرصة للعراق الا بوقف النخر الذي يتعرض له ، كيف ، و اين ، و متى وماهي الوسائل الكفيلة بالانتشال ، لا فرصة الا بكسر عنق الزجاجة……لاشك ان التوبيخ الذي وجهه السيد رئيس الوزراء الى السيد وزير التربية يقع ضمن الطريق المؤدية الى هذا النوع من الكسر المشروع ، لكن ذلك لايكفي مع كثرة الذين يستحقون التوبيخ ، بل والعزل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى