مقالات

البلادة نعمة حرمني الله منها

البلادة نعمة حرمني الله منها – نوزاد حسن

كم كنت اتمنى لو انني اعيش كما يعيش السياسيون في بلدي.ثقة مطلقة بالنفس، وقدرة على عدم الانزعاج من اي فاجعة تقع.ومنذ ثمانية عشر عاما ونحن نصارع شتى انواع المحن.نسحق كابرياء، فيقوم السياسي بدور تمثيلي مثل اعلان الحداد او استقبال اهالي الضحايا، وتنتهي القضية.يقلب السياسي صفحة عقله ليستقبل حدثا آخر.ولا يبقى في ذاكرته شيء.

وفي المساء حيث اقوم بالتفكير بما صنعت، وما فعلت، واحاول ان اعرف اين اخطأت وقصرت، اتساءل ان كان السياسي يقوم بغربلة يومه، واظن جازما انه م ان يضع رأسه على الوسادة حتى يغط في نوم عميق.انه مرتاح البال والضمير، انه بارع جدا في ضبط هيجان انفعاله.لذلك هو يريد ان يبقى متماسكا، وعليه ان يضحك في اليوم التالي بعد اي حادث ارهابي مع ضيف يزوره في قصره. لست من هذا النوع.

انا اعاني واحزن لو شاهدت حوادث يذهب ضحيتها ابرياء ذنبهم الوحيد انهم ولدوا في هذا المكان.

احزن الى درجة انني اهرب من متابعة الاخبار ليحمل الفيس خبرا محزنا لا مفر من معرفته.

اشعر في احيان كثيرة انني انفعل بسبب هذا الغباء السياسي الذي يحيط بنا.فوضى شاملة، وفقدان لاي شعور بالانتماء.لذا انا ادعو الله ان يعطيني مقدارا محددا من البلادة فاتصرف مثل اي مسؤول.

تقع حادثة يقتل فيها العشرات فابتسم.ويقصف مكان سياحي فلا اكثرث، وتموت اراضي الوطن بسبب العطش والملوحة، وانا اتصارع من اجل منصب رئيس الجمهورية.

تزداد حالات الانتحار، فلا افكر فيها لانني مشغول بلعبة السياسة.اريد من الله ان يعطيني نعمة البلادة التي تحميني من ارتفاع الضغط والسكر والصداع.

البلادة افضل صفات المواطن في هذا البلد، وبفضل البلادة لا يلجأ الانسان الى المسكرات ابدا.

حين اكون بليدا اسكر بلا نقود، اتجاهل الملآسي، والقلق، واصل الى مرتبة المسؤول.

انا انتظر نعمة الله التي حرمت منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى