مقالات

التضليل والتطبيل في عصر التواصل الاجتماعي

حسين رشيد

حتى وقت قريب كانت مواقع التواصل الاجتماعي فسحة ملائمة لتبادل الأفكار والآراء، بين من يهتم بذلك. ووسيلة لهو وتعارف لآخرين، وثمة من له اهتمامات أخرى، ومع انتشار استخدام المواقع بين فئات وشرائح المجتمع كافة، دخلت الإعلانات والترويج التجاري، والبيع الالكتروني، كما استفادت الكثير من وسائل الاعلام من هذه المنصات، ونشر القصص الخبرية العاجلة والحصرية المعتمدة على المصادر المعلومة والمعروفة. ومثل هذه القصص والتقارير في الغالب تكون عبر مشكلات اجتماعية وأحداث أمنية وما ينتج عنهما.كما تم انشاء صفحات بعضها معلوم الجهة، والتوجه، والعمل، والاعتماد على المصادر الخاصة والعامة الموثوق منها. وآخر تم انشاؤه لغايات مختلفة يقف في مقدمتها الترويج لأخبارٍ كاذبة، والقصص المفبركة، وتهويل أي حدث صغير، والعمل على تحويله الى صراع يأخذ شكل هذا الحدث، طائفيا، وقوميا، ومناطقيا، وحزبيا، وعلى وجه السرعة تجد الخبر المفبرك، تحول الى حدث رائج في مواقع التواصل الاجتماعي.وهنا يختلف كل واحد موقع تواصل عن الاخر، فما يكون رائجا في تويتر يختلف عما هو في الفيسبوك، او الانستغرام والذي يختص الى حدٍ ما بقصص المشاهير المصورة في الرياضة والفن، اما الفيسبوك فقد يكون الساحة الأكبر للكثير من الأخبار الكاذبة والمخادعة، التي تدخل في خانة التضليل والتطبيل، ولأن تويتر وضع خاصية معينة للنشر، فتجده الأقل في الترويج للأخبار الكاذبة والتي في الغالب تُكشف بوقت سريع.قد يكون التليغرام الساحة الاكبر للتضليل والتطبيل الاخباري، وتشويه الحقائق، عبر تكوين المجاميع الخاصة والعامة، المعلومة والمجهولة، الحقيقية والوهمية، الحزبية والمستقلة، فضلا عن انشاء القنوات الخاصة والعامة، وامكانية انضمام اي شخص لها بسهولة جدا، ليصله في ما بعد كل ما ينشر ويبث عبر تلك القنوات. تكمن خطورة التلغرام انه تطبيق تراسل فوري حر ومجاني، مفتوح المصدر ومتعدد المنصات، كما يمكن تبادل كل الملفات صورا ووثائق وفيديوهات بجودة عالية وامكانية تشفير لا يمكن ان تخترق كما في التطبيقات الاخرى.ذاع صيت التلغرام في الاربع السنوات الاخيرة واخذ بالاتساع والاستخدام بشكل متسارع، وبوحه الخصوص من القوى المتصارعة، اذا كان سياسيا، او اقتصاديا، او اعلاميا، وبات الاداة الاكثر تضليلا وتطبيلا في مناطق عدة من العالم، من بينها العراق. الذي بات بفضل الصراعات المتنوعة ساحة واسعة الافق لمجمل الأخبار الكاذبة، التي تنتج في الدهاليز وتروج في العلن، والتي تشتد ضراوة وتضليلا مع كل حدث وخلاف، حتى وان كان شخصياً بين قطبي زعامة سياسية، او حزبية، وقد تنتهي الى حملات منظمة يدخل فيها حلفاء كل طرف، ويتحول الخلاف الى تسقيط وفضائح، تصل الى مناطق يفترض انها بعيدة عن اي شكل من اشكال الصراع، والخلاف وتهويل الشائعات، وتصدير الاكاذيب وخداع الجماهير وجرها الى ساحة الكراهية والعنف الالكتروني الذي بات خطرا كبيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى