مقالات

التظاهر الأمريكي الكاذب بعدم معرفة الحقائق والوقائع في العراق وأفغانستان

بقلم مهدي قاسم

لفتت انتباهي أثناء قراءتي خبرا عن تطورات الأوضاع الميدانية في أفغانستان بعد الهزيمة الأمريكية المخزية ، عبارة أو فقرة في تصرح ل” البنتاغون : يبدو أن طالبان تتمتع بزخم استراتيجي” في أفغانستان ” والتي تنم عن تظاهر بعدم معرفة حقيقة الأمور وتطوراتها معرفة جيدة وعميقة ، فكلمة” يبدو ” تفتقر في النهاية إلى التأكيد الحاسم والمطلق على معرفة حقيقة شيء ما ..و من المعلوم في هذا السياق أن لكل كلمة أو مفردة ومصطلح حمولته الواضحة أو المبهمة من تعابير يمكن التلاعب بها استخداما للتظاهر بعدم معرفة الحقيقة أو الواقع أو رغبة التملص من الاعتراف بها ، و ذلك تفاديا للإحراج وتحمل المسؤولية..و أن كنتُ لستُ هنا بصدد بحث لغوي ، بقدر ما أحاول إيجاد ربط واقعي بين حالتي الأوضاع الأفغانية والعراقية المتأزمة على طول الخط على أثر الغزو الأمريكي لكلا البلدين بهدف التخريب و خلق الفوضى ” الخلاقة ” فحسب ( وإذا حاجج أحدهم و قال أن الطالبان كانوا موجودين في السلطة أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان سيكون جوابي :أن الإدارة الأمريكية وبعض حكام الخليج هم من ساعدوا و دعموا الطالبان وتنظيم القاعدة الإرهابي بالمال والبنون للوصول إلى السلطة ) ، ولكن بيت القصيد هنا هو ان الأمريكيين عندما أسقطوا النظام الديكتاتوري الصدامي في العراق و سمحوا لمليشيات وأحزاب موالية للنظام الإيراني دخول العراق بعددهم وعدتهم ،ومن ثم سلموا لهم السلطة على صينية من ذهب وبكل مجانية رخيصة ومشبوهة ،فإنهم زعموا ما معناه و فحواه على أنه : يبدو أن النفوذ الإيراني قد أصبح واسعا وكبيرا وقويا في العراق ، على أساس كمفاجأة لهم ، قالوا و صرحّوا على هذا النحو مرارا وتكرارا ،أي :أنهم ما كانوا يعرفون أو يعلمون جيدا ، أن تلك الأحزاب والميليشيات المتواجدة في إيران طيلة سنوات طويلة قبل غزو العراق ، (و التي أغلبها أسستها أجهزة المخابرات الإيرانية وهي أصلا ذات ولاء أعمى ومهووس للنظام الإيراني )، سوف تقوم بنشر النفوذ الإيراني في العراق ..علما أنه سبق للسياسي الأمريكي الضليع والخبير في شؤون الشرق الأوسط ” والأفغاني الأصل ” خليل زادة ” قد قام بإلفات أنظار المسؤولين الكبار في البيت الأبيض ، آنذاك ، إلى هذا الخطر القائم ـ( أي إلى هيمنة الأحزاب والمليشيات الموالية للنظام الإيراني على السلطة في العراق ــ) غير أنهم لم يأخذوا تحذيره بنظر الاعتبار ، و تظاهروا على أن أن خطتهم المرسومة في العراق تسير على مايرام ..هذا دون أن نذكر عشرات المعاهد للدراسات الاستراتيجية في أمريكا بقيادة محللين كبار و بتنسيق غير مباشر مع أجهزة مع سي آي أي ، و التي بإمكانها أن تعرف حركة كل نملة على الأرض ،ناهيك عن معرفة حقيقة ميليشيات وأحزاب عراقية موالية للنظام الإيراني بشكل مطلق و أعمى ..وعندما وقع فأس النظام الإيراني على رأس العراقيين قالت مستشارة الأمن القومي السابقة و وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس ــ حينذاك ــ ما معناه : أن هدفهم من عملية الغزو ليس إقامة نظام ديمقراطي في العراق إنما إسقاط النظام السابق فحسب..الآن نفس التبريرات يسوقونها مع الوضع الأفغاني المستجد بعد الهزيمة الأمريكية هناك ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى