مقالات

التعليم الحكومي في العراق ارقام بلا اهداف

جمال الاسدي

يقال إذا أردنا أن نعرف مقدار تقدم الدول وتطورها فيمكن أن نستدل على ذلك قياساً بنسبة تعلم أبنائها ونوعية هذا التعليم وهكذا تقاس المجتمعات المتطورة بتعلم أبنائها ومستوى هذا التعليم وتطوره. وانطلاقاً من هذا المعيار تعمل الدول جاهدةً إلى وضع خطط متكاملة للتعليم تستهدف كافة فئات المجتمع الصغار والكبار وتبدأ بتطبيق تلك الخطط بعد أن توفر البنية التحتية للتعليم من هيئة تعليمية وتربوية وإشرافية ومباني ومستلزمات التعليم باعتبار أن التعليم يعتبر من الأهداف الإستراتيجية للدولة .ومن هذا المنطلق وددنا ان نبين بشكل ملخص وضع التعليم في العراق احصائياً وبدون عواطف .رياض الاطفال عدد مدارسها بحدود 978 روضة وعدد طلابها بحدود 180 الف وعدد معلماتها بحدود 7500 بنسبة 24 طالب للمعلمة الواحدة .الابتدائية عدد مدارسها بحدود 13 الف مدرسة وبعدد شعب تصل الى 140 الف شعبة ، وعدد طلاب بحدود خمسة ملايين طالب وعدد معلميهم بحدود 250 الف معلم أو معلمة وبنسبة 20 طالب للمعلم (ة) ، وبنسبة 385 طالب في المدرسة أو 36 طالب في الصف .الثانوية ( متوسطة واعدادية ) عدد مدارسها بحدود 6200 مدرسة بعدد شعب يصل الى 65000 الف شعبة وعدد طلاب موجودين بحدود ثلاث ملايين طالب ، وعدد مدرسين ومدرسات بحدود 145 الف مدرس ومدرسة ، وبنسبة 21 طالب للمدرس (ة) ، وبنسبة 483 طالب في المدرسة أو 46 طالب في الشعبة الواحدة .نتائج هذه الارقام توضح بأن هناك خلل واضح في اعداد المعلمين والمدرسين نسبة للطلبة والتي معدلها الحالي في العراق بحدود 21 طالب للمعلم او المدرس الواحد بينما ان افضل الدول في العالم تكون نسبة الطلبة الى الكوادر التدريسية تصل الى 10 ( سان مارينو 1 / 6 ، الكويت وكوبا ولكسمبورغ 1 / 9 ، السويد ايسلندا وبولندا 1 / 10 ، عمان والسعودية والاردن 1 / 12 ) .وايضاً توضح هذه الارقام ان هناك خلل ونقص واضح في عدد المدارس وخاصة في المرحلة الثانوية وشيء اقل منها في المرحلة الابتدائية حيث يصل معدل الطلاب في العراق للمدارس الاعدادية الى اكثر من 46 طالب في الشعبة الواحدة وفي المدارس الابتدائية الى اكثر من 36 طالب في الشعبة بينما المعدل المتوسط الذي يفترض ان يكون هو من 24 الى 32 طالب في الشعبة الواحدة .لذلك يحتاج العراق اذا اراد ان يبدأ في الخطوة الاساس لبناء مجتمعه بناء علمي وتراكمي الى توظيف بحدود 250 الف معلم ومعلمة ومدرس ومدرسة في المراحل الابتدائية والثانوية حتى يصل الى المتوسط الذي يمكن ان يكون فيه التعليم ذات ناتج ايجابي للمجتمع .ويحتاج ايضاً الى بناء بحدود 6000 الاف مدرسة أو 80 الف شعبة جديدة لنصل الى المستوى المقبول في توفير البيئة الملائمة في التدريس والتربية والتعليم ( نسبة الزيادة السنوية للطلبة 5‎%‎ يعني نحتاج بناء 300 مدرسة جديدة سنوياً )نصت المادة (34 / أولاً ) من الدستور العراقي على أن (( التعليم عاملٌ أساس لتقدم المجتمع وحقٌ تكفله الدولة، وهو إلزاميٌ في المرحلة الابتدائية، وتكفل الدولة مكافحة الأمية.))وحقيقة هذه المادة الدستورية غير مطبقة من الناحية الواقعية في كل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005 الى الان وانها مجرد حبر على ورق ، لان ذلك يتطلب من الحكومات احصاءات دقيقة لمن يصل عمره الى مرحلة التعليم الابتدائي وكذلك الاليات التي تستطيع بها الدولة بأن تجعل هذا التعليم الاولي الزامي .ان المتطلبات لتعيين 250 الف للكوادر التدريسية وكذلك بناء 6000 الاف مدرسة تحتاج الى عقول واليات غير روتينية ولاتعتمد على الدولة فقط في التمويل وان توجد حلول خارجة عن المألوف وبما لايخالف نص المادة ( 34 /ثانياً ) من الدستور والتي تنص على ان (( التعليم المجاني حقٌ لكل العراقيين في مختلف مراحله).ومن هذه الحلول هو اطلاق الاستثمار الواسع في مجال التعليم ، وفرض ضريبة محددة ( ضريبة التعليم ) على كل الاستيرادات التي تستخدم في التعليم ووسائله تذهب الى صندوق دعم التعليم الذي يجب ان يتم انشائه ، ورفع مجانية التعليم الثانوي ولو بشكل محدود عن من يتجاوز دخله مليون دينار شهرياً ، والسماح لمديريات التربية بالتمويل الذاتي لدفع مخصصات اضافية او رواتب المتعاقدين من الكوادر التدريسية عن طريق مشاريع التعليم والتطوير التعليمي أو اي مشاريع فنية او ثقافية اواخرى من الممكن ان تزيد من مواردها ( تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع ) ، وفرض رسم دعم التعليم قدره الف دينار عن كل ايراد يدخل لوصولات الدولة يتم ايداعه في صندوق دعم التعليم الذي يجب ان ينشأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى