مقالات

الجنسية والأحوال المدنية مرة أخرى

الجنسية والأحوال المدنية مرة أخرى – علي كاظم

فتحت قضية العميد حسن مع الشاعرة شهد الشمري امور اخرى يجب التحدث عنهاأولهاان الحكومة العراقية ووزراء الداخلية منذ النظام السابق يعتبرون دوائر الاحوال المدنية من الدوائر الغير مهمة مطلقا فلهذا لايهتمون في بناياتها ولا في زياراتها وللقاء العاملين فيها ومعاناتهم ومشاكلهم في حين هي اهم دائرة في العراق ومنها تأخذ كل المعلومات لكن مع الاسف لا احد يدرك حجمها واهميتهاما زلت اتذكر عندما كنت مدير احوال الكرخ عام 93 جاءني ضابط برتبة مقدم يعمل مرافقا لقصي صدام حسين وطلب مني اصدار هوية احوال مدنية لابنة قصي موج البحر .وسالني اذا كنت محتاج شي من قصي صدام حسين . فقلت له اتمنى ان يساعدنا في ايجاد مبنى جديد للدائرة فانت رأيت بعينيك كيف يتكدس مئات البشر يوميا في دائرة تفتقر الى ابسط الاشياء . اثاث متواضعة . كراسي وطاولات العمل تحتاج للتبديل او الصيانة . اجهزة تبريد حديثة لا توجد لدينا مبردة هواء فقط مرواح سقفية تنفث هواء حار .. وعدني خيرا المقدم لكني لم اراه فص ملح وذاب … وايضا جاءني ضابط برتبة عقيد يعمل في مكتب الفريق عبد حمود وقلت له نفس الكلام وايضا خرج ولم يعد . وغيرهم العشرات من مسؤولين ووزراء ومدراء عامين كنت اشكو لهم وضع دوائر الاحوال لكن لا حياة لمن تنادي .. كانت سجلاتنا ممزقة والدوائر متهالكة بشكل كبير مع كثرة المراجعين والزخم الحاصل يوميا بسبب الروتين المعقدومازلت اتذكر عندما تخرجت من كلية الشرطة وتم تعييني ضابط في جنسية السليمانية وجدت هناك فقرة ظالمة وضعها مدير الجنسية في السليمانية حيث يُجبر رب الاسرة على جلب شاهدين معه يؤيدان أنه رب الاسرة والاب لهذا الابن الذي يروم باصدار شهادة جنسية عراقية وبمعنى ادق عندما يأخذك والدك الى جنسية السليمانية لاصدار شهادة جنسية لك يُطلب من والدك ان يجلب شاهدين معه يؤيدان ان هذا والدك وانت ابنه وهذا معناه اننا لا نعترف بهوية الاحوال المدنية الصادرة من عندنا فاعترضت على هذا الاجراء وكنت انجز معاملات الاكراد بدون شاهدين او اقول له اكتب اسماء شهود وهميين ووقع نيابة عنهم .لكن احد الشرطة الاكراد المتملقين للمدير اخبره بما افعله وارسل في طلبي وقال لي بعصبية لماذا تفعل هكذا ولا تطلب شهود حقيقيين يقفون امامك . وما زلت اتذكر ما قلته للمدير وكان برتبة عميد . سيدي معقولة هسه انت تريد تطلع شهادة جنسية لابنك ونطلب منك شهود اثنين يؤيدون هذا ابنك هذا كفر وظلم بحقنا نحن لاننا لا نعترف بهوية الاحوال التي نعطيها للمواطن والشي الثاني الشاهد يأتي من المقهى ولا يعرف المراجع لكنه يريد ان يساعده . وفعلا بعد فترة الغيت فقرة الشاهدينبعد عام 2003بدأ العمل من جديد في اعادة الرقم الوطني اي البطاقة الموحدة والحمد الله تم انجازها واكثر الدوائر تعمل فيها ويأتي المواطن لاستلامها وانتهاء العمل بهوية الاحوال المدنية الورقية وشهادة الجنسية العراقية للذين حصلوا عليهالكن هناك العديد من الملاحظات على عمل هذه الدوائراولا . قلة الكادر الوظيفي قياسا الى عدد المراجعينثانيا . نقص هائل في كمية الهويات المطبوعة منذ اشهر وهذا يعني تاخير المواطن وتاجيل المواعيدثالثا . بعض العاملين في دوائر الاحوال وليس الكل يتعامل مع المواطن بغطرسة وتعالي وتناسى انه موظف حكومي ويأخد راتبه جراء عملهرابعا . بعض اصحاب مكاتب الاستنساخ والعرائض يكونون واسطة بين المواطن والموظف وجميعنا نعرف هذه الواسطة وتاثيرها على عمل الجنسيةخامسا . يجب افهام المواطن والدوائر الاخرى ان هوية الاحوال المدنية الورقية مازالت تعمل وليس هناك وقت محدد لالغائها او توجد غرامة مالية على اي مواطن لم يحصل على البطاقة الموحدةسادسا. مهما تكلمنا لا نستطيع ان نلغي الواسطة والمحسوبية في العمل لكننا نستطيع ان نقللها عندما يكون العمل يسير بطريقة سلسلة لا تاجيل للمعاملات . سرعة الانجاز . مخافة الله . مساعدة الجميع بنفس النشاط . كل هذه الامور تجعل المواطن يبتعد عن الواسطة عندما يرى معاملته تنجز بسرعة لكن عندما يجد العراقيل والروتين بالتاكيد سيلجا الى الواسطة ودفع الرشوة لانجاز معاملتهاتمنى على وزير الداخليةوايضا المدير العام للاحوال المدنية والجنسية والجوازات القيام بزيارات مفاجئة لدوائر الجنسية للوقوف على عمل الضباط والمفوضين والموظفين والاستماع الى المواطن لحل الكثير من التعقيدات والروتين الممل الذي يقع على عاتق المواطن العراقي الذي يعاني الجوع والفقر والحرمان والاهم قتل كل امنياته وجعلوه يدور في حلقة مفرغة منذ اربعين سنةوالاهم من كل هذاتوفير البطاقات الموحدة من الشركة التي تم التعاقد معها فليس من المعقول مواطن تنجز معاملته لكن ينتطر اكثر من ثلاثة اشهر لاستلام الهوية بحجة عدم وجود طبع هوياتوالله من وراء القصد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى