مقالات

الحج قبل الإسلام

الحج قبل الإسلام – قيس حسين رشيد

لقد عرفت الحضارات القديمة ظاهرة الحج كأحد العبادات الواجبة وأقرت لذلك مناسك وتقاليد فضلاً عن تحديد أزمان ذلك الطقس.فكان للسومريين حجهم الى (إنليلهم) في نيبور (موقع نفر في الديوانيه) وللبابليين حجهم الى (مردوخهم) في بابل وكذلك للآشوريين مع معبودهم القومي آشور (في قضاء الشرقاط حالياً).

ولاحقاً لم تختلف شعوب الجزيرة العربية في ذلك فقد شيدت في الفترة التي سبقت الاسلام بيوتاً لألهتهم تلك التي عكفوا عليها عابدين وما فتئوا يشدون الرحال اليها للتبرك والتقرب في اوقات محددة من السنة. وقد حرصوا ان تكون ايام حجهم هذا أياماً حُرماً يتوقفون فيها عن القتال والاعتداء والغزو كجزء من احترامهم لألهتهم.

شعائر دينيةومع إقامة الشعائر الدينية في حج العرب القديم لا تخلو مواسمهم تلك من مظاهر الفرح والاحتفال رغم ان بعض حجيج تلك الفترة كانوا يحجون الحج المصمت الذي يلتزمون فيه بعدم الكلام طيلة ايام زيارتهم لتلك البيوت .لقد دلت كتابات ألجزيرة العربية الشمالية منها والجنوبية بأن ايام حج العرب قبل الاسلام قد توزعت على موسمين ولكن الحج الى مدينة مكه كان موسمه ثابتاً وهو في الربيع على الأغلب .

ويقيناً كان الحج الى مكة وزيارة كعبتها في تلك الفترة أهم وأقدس انواع الحج وتأتي بعدها في المكانة حج البيوتات الاخرى مثل بيت اللَّات في الطائف وبيت العزّى قرب عرفات وبيت نجران في نجران وغيرها إذ أحصت البحوث الاثارية أكثر من ثلاثة وعشرين كعبه يحج اليها الناس في تلك الايام، وتأتي مكانك كعبة مكة السامية في نفوس العرب حينذاك من مكانة بانيها المباشر نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام فضلاً عن وضعه للحجر الاسود فيها،ذلك الحجر الذي اعتقد العرب منذ تلك الفتره انه قد جيء به من الجنة. ولهذا كان للكعبة المشرفة في مدينة مكة المكانة الاولى والحضوة المركزية وبقية الكعبات تقليد لها ويتسمن بالمحلية ،قبل ان ينزل القرأن الكريم الذي أكد ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة فأثبت بذلك قداسة كعبة مكه وأصالتها وديمومتها في حين اندثرت شيئاً فشيئاً الكعبات الأخريات .كان من الواضح ان لأبراهيم عليه الصلاة والسلام وعقيدته التوحيدية تأثير وملامح ليس في مكة وحدها بل تعداة ليشمل أغلب مدن ألجزيرة العربية ومن أهم تلك الملامح إقتباس الشكل الهندسي للكعبة في بناء معابد كثيرة ومنها بيوت الالهه المقصودة بالحج .لقد أقترن حج العرب قبل الاسلام لبيوت ألهتهم بذبح الحيوانات كأضاحي كلٌّ حسب مقدرته وكانوا يطعمون منها الفقراء والمساكين .

ومن المناسك القديمة للعرب في حجهم التهليل والتلبية لأصنامهم والطواف ببيوتها الذي سمّيَّ احياناً بالدوار وهو سبعة أشواط لتقديس الشعوب القديمة للرقم سبعة.لقد أقرَّ الاسلام عند ظهوره أغلب تلك المناسك طالما لا تتعارض مع مبدأ التوحيد ومنها موضوعة الإحرام وهو التهيوء لأداء المناسك وأرتداء اللباس الخاص بذلك بل ان من المرجح ان الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أقرَّ حتى أماكن ومواقع بدأ الإحرام عند عرب ألجزيرة المسمى بالميقات ، فكان لأهل يثرِب ميقاتهم ولأهل الشام ميقاتهم وكذلك الحال لأهل اليمن وأهل نجد .

وقد عرف ميقات أهل العراق بمنطقة (ذات عرق).جعلنا الله ممن يصل ميقات إحرامه سالماً معافى ، خالي الوفاض من أعباء الدنيا ومنغصاتها وأن يتهيء للناس حج البيت بعيداً عن ارهاصات قرعة الاسماء التي حرمت كثير من العراقيين اداء هذا الفرض الواجب ، وأن يتم إقرار عدم السماح للذين أدّوه منافسة من لم تسمح لهم الفرصه لذلك ناهيك عن المساواة في هذا الحق بين عامة الناس من جهة وبين السياسيين وأقربائهم والمسؤولين وأقربائهم أولئك المستثنون في كل شيء في هذا العراق الاستثنائي بكل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى