مقالات

الحد الفاصل ..عاقل ومجنون !!

مازن صاحب

ما الذي يفصل بين عاقل ومجنون ؟ هل ثمة تعريف مطلوب لهذا الفصل ؟ كرم الله سبحانه الانسان بنعمة العقل وجعله مناط التكليف الشرعي يوم الحساب العظيم واكثر من اية في القران الكريم تتحدث عن أولئك الذين اضلونا ..والمطالبة ان ياتهم العذاب مرتين ..

فهل ينسجم ذلك مع مقوله (حطها برأس عالم واطلع سالم ) !! الفارق بين العاقل والمجنون في التكليف الشرعي من يقرأ ويكتب ولا يقارن او يحتكم لعقله في فهم الأحكام الوضعية والشرعية وهي متوفرة في كتب ومراجع وبامكانه السؤال والفهم ..لكن عدم المبالاة والانسياق نحو هذا النموذج او ذاك يجعله مجنونا بهذا النموذج حد الافتننان من دون ان يدري انه لا يدري نتيجة جهل !! لكن الحماقة ان يكون الانسان على دراية انما يقوم به ضرب من ضروب الجنون نتيجة مصالح حزبية تقود جماعة بشرية بعناوين فكرية براقة منها التمشدق بالقرب من الله سبحانه وتعالى فيما ينغمس في كل متع الدنيا من دون اي زهد فيسرق ويفجر ويزني ..باسم الحفاظ على هذا الفكر مقابل تصديق جمهوره انه من أفضل المصلحين ..

لكن واقعه فاجر يصدر الاثام والظلم.. وهم اليوم كثر في المشهد السياسي للمتأسلمين الذين يقدمون أنفسهم عبادين لله لكن واقعهم عبادة المال فحسب في مواكبهم ومفاسدهم التي تحمل السلاح والمال السياسي من ريع الدولة فيما يقدمون موازنة تجلد الفقير باكثر من ضريبة عنوانها الاصلاح الاقتصادي ..متباهين بقربهم من المرجعية الدينية وان هذا الجلد لقوت الفقير ومعيشته تعبيرا عن تكليفهم الشرعي !!

ذات الفاصل بين العاقل والمجنون ذلك الذي يصدق بكل ذلك ويقف امام صندوق الاقتراع لينتخب هذا النموذج بعنوان الولاء والبراء من اجل إبراء الذمة امام التكليف الشرعي مغيبا عقله بالكامل حتى وان كان حاصلا على اعلى الشهادات العلمية .. السؤال من يحدد هذا الحد الفاصل بين ما يحتاجه المنزل وما يحتاجه الجامع في مقاربة بين ما وصلنا اليه من قهر اقتصادي باسم تطبيقات غيبت الدولة واظهرت مؤسسات اللادولة والخضوع لاحكام امراء الطوائف باسم التقليد الشرعي !! اعتقد نحتاج الى اعادة قراءة كتب الدكتور علي شريعتي بما هو واقع اليوم للتفريق بين حاجة الجامع والالتزامات العقلائية في التكليف الشرعي وبين مظاهر الجنون في وقائع الايام المقبلة التي ستكرر ذات المقولات امام صناديق الاقتراع لاعادة انتاج ذات الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم باسم الاسلاموية والله سبحانه كرم الانسان بنعمة العقل فهل من مدرك ؟؟

ويبقى من القول لله في خلقه شؤون !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى