مقالات

الحشرات دائما تهاجم المصابيح الى شباب الديوانية

هادي جلو مرعي

كل وجود هو إبداع، وكل مخلوق هو مكرم بتميزه وتفرده عن غيره طالما إن المبدع الأول هو المتفرد، وهو العظيم، وهو غير المسبوق، لكن الفرص قد تتاح وتستثمر بطرق يعتقد الناس معها إن هناك من نجح، وتجاوز ظروفا، وتحديات معقدة، ويستحق أن يوصف بكلمات وإطراء لايتلقاه غيره، بينما يغبطه كثر، وقد يتصدى له بالحسد آخرون، وهناك عادة سيئة عند الناس أنهم يربطون بين ماض الشخص، وماتحقق له من نجاح، وهم يريدون للكبير أن يعود صغيرا لأنهم لايتحملونه كبيرا وناجحا ومتميزا. المجتمع المضطرب والمتحول لايتحمل النجاح دائما خاصة عندما يكون الفشل في السياسة، وفي الرياضة، وفي العمل، وفي تحقيق الذات والفوضى، وفقدان الأمل في التغيير، ومغادرة الإحباط، والقلق، وعدم الوصول الى الأهداف المتوخاة التي هي حق طبيعي لكل فرد شرط النجاح، وفي الرياضة أحببت تجربة مدينة الديوانية المنسية كما هي المدن القصية التي يراد لها أن تعيش على الهامش، وأن يكون شبابها على قارعة الطريق بحثا عن عمل بائس، وفرصة باهتة، بينما يمارس رياضيوها ألعابهم على ملاعب ترابية، ومليئة بالأحجار والمطبات لنقول عنهم: أنهم بشر صالحون، وجيدون، ومحبوبون.

من الجميل أن نغادر دائرة التشكيك، وإحباط بعض الجهود، وأن لانستمر في اليأس، وإذا كان من فرصة للجمال والحياة فلنجرب أن نكون جزءا منها، أو أن نساندها، فالشباب في الديوانية يعبرون عن حماس منقطع النظير، ويشترون الاأبسة الرياضية الخاصة بالنادي بأسعار تصل الى خمسين دولارا للقطعة الواحدة، يدفعهم حب ناديهم، وبرغم منع الجمهور من دخول الملاعب إلا إنهم يبحثون عن منافذ لمتابعة المباريات التي تقام في الديوانية، وينظرون لتجربة الشاب حسين العنكوشي بإعجاب وتقدير، وبالأمس إلتقيته صدفة في مهرجان ببغداد، ولم أتعرف إليه فقد كنت أظنه متقدما في العمر، وليس شابا كما هو في الحقيقة، وهو أمر حيوي للغاية إن يكون للشباب المتحفز دور، ورؤية في التغيير، وصناعة المختلف، وإذا كان من شتائم فهذا أمر طبيعي لأن الحشرات دائما تهاجم المصابيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى