الاولى نيوز / بغداد
استبعد الخبير العسكري وفيق السامرائي، اليوم الثلاثاء، حصول “حرب خليجية ثالثة” مباشرة بين دول المنطقة بالمرحلة القادمة، بالنظر الى التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات في المنطقة، والتحركات الإيرانية والسعودية، فيما أشار الى أن هذا لا يمنع أن تكون هناك حرب استخبارات تتعاظم يوماً بعد آخر.
وذكر السامرائي عبر صفحته في فيسبوك، أنه “بتحرير القائم العراقية، والبوكمال السورية، طويت صفحة داعش عسكريا تماما، وما تبقى من تهديدها لا يتعدى العمليات الإرهابية المنفردة، وهو تهديد يتطلب وجود فلسفة أمن واستخبارات قوية، وكل ما حدث كان حربا إقليمية خططت لها وأدارتها أجهزة استخبارات إقليمية بتلاقي وتضارب مصالح”.
وأضاف، أن “الصراع السعودي الإيراني وجودي دون أدنى شك، لذلك أصبح الحديث عن تحالف سعودي إسرائيلي واضحا وعلى المكشوف ويدل على وجود تنسيق وتعاون استخبارات وثيق”، مبيناً أن “مثل هذا النشاط لا يمكن أن يحدث من دون فلسفة علاقات متينة، وعام 2018 كفيل بكشف المستور”.
وتابع السامرائي: “أن نتوقع انكماشا لفلسفة الحكم السوري نقع في تقديرات خاطئة، لأن من ثبت في حرب سبع سنوات مدمرة يصعب تصور تواريه عن الساحة ومع وجود دعم ومصالح روسية، ومن يظن أن الوجود العسكري والأمني الإيراني في سوريا سيتلاشى قريبا يخطئ الحساب، خصوصا بعد أن أصبح طريق طهران بغداد دمشق بيروت البري سالكا”.
ولفت الى أن “انسحاباً إيرانياً من سوريا يعني حربا تفكيكية لحزب الله في لبنان، وتفكيكا سياسيا للوضع العراقي، وفرضا لسيطرة السعودية خليجيا، وفي النتيجة نقل الصراع إلى داخل إيران، وتنتعش جذور استفتاء مسعود من جديد فيهتز الأمن التركي أيضا”.
وأشار الى أنه “لولا إمدادات النفط الخليجية التي يكافح العِلم الإنساني في مجال تكنولوجيا الطاقة لتقليل الاعتماد عليها لكان حصول حرب الخليج الثالثة المباشرة وشيكا وخلال أشهر قليلة”، فيما نوه الى أن “هذا لا يمنع أن تكون حرب استخبارات تتطور وتتعاظم تدريجيا فتتحول إلى حروب أكثر خرابا”.
وأكمل، أن “العراق في قلب العاصفة، لذلك، ليس بيده أن يطبق المقولة اللبنانية غير المطبقة النأي بالنفس عن الصراعات، فمن دون العراق لن يحسم شيء على الإطلاق”.
ومضى بالقول، أنه “عدا داعش، والحروب العربية الإسرائيلية المنتهية، لن تسقط ورقة واحدة من أوراق صراع الشرق الأوسط، بل على العكس ستزداد وتتعمق، وكل كلام عن مؤتمرات إقليمية ودولية لحل الصراع يبقى كلاما ووهما، وانتقال فلسفة القيادة السعودية وتجديد القوة الإيرانية يعطيان إجابة وافية”.
وقال، إن “الاستهداف السعودي الناعم للعراق يجعل خلايا الاستخبارات السرية تعمل بشكل فظيع. إنها قصة طائفية ولدت من رحمها مراكز التكفير، والتجديد السعودي قد يزيدها تعميقا بلباس القوة المسلحة والمال”.
