مقالات

السلم الاهلي على محك الاحتلال!!

مازن صاحب

يكثر الحديث عن مقاومة الاحتلال الامريكي وتصدر البيانات بشتى الأنواع وكل حزب بما لديهم فرحون ..فيما لم ينتبه الجميع الى اهمية ردم فجوة الثقة المجتمعية والدينية بين العراقيين .اتذكر مقالة كتبتها ما بعد اعلان النصر على عصابات د١عش..بأهمية استثمار النصر في تعميق السلم الاهلي وبناء مجتمع محلي متصالح مع ذاته .. رد أحدهم وهذه الدماء التي هدرت من هذا الطرف لمحاربة داعش اليس لها ثمنا ..ودعم هذه الدولة وما فعلته تلك الدولة ضدنا ..اليس له ردود افعال ؟؟ نعم ..هب العراقيون في استجابة كبرى لفتوى الجهاد الكفائي ..لكن النصر لا يعني اي متغيرات ديمغرافية … او تقدم هذا الحزب او ذاك الفصيل على غيره … الأصول تبقى واحدة والسلم الاهلي انما ينبع من سلوك مجتمعي لادارة التنوع البشري بعقلية منفتحة..يبدو ان بعض الاجندات الحزبية والهويات الفرعية تتضارب معها .. فكانت النتيجة توفر حاضنات مجتمعية واقتصادية تتعامل مع مظاهر جاهلية د١عش بعنوان الحفاظ على النوع الاجتماعي الذي يشعر بالتهديد من الاخر المستقوي عليه بالسلاح المنفلت والمال السياسي. فضلا عن سماسرة الاحتلال الامريكي وشركاه في العملية السياسية برمتها …وادوارهم في نفث سموم الطائفية المميتة والشيفونية القومية .. من دون ظهور فهم عراقي للمصلحة الوطنية العليا وإدارة التنوع من خلال السلم الاهلي وبناء جسور الثقة المجتمعية مجددا .ربما نحتاج التوقف عند نتائج استطلاعات الراي العام الجمعي العراقي بمعايير دولية لفهم حركة المجتمع العراقي ومتغيراتها ..قبل دبلجة البيانات التي تزبد وترعد .. فمن دون توفر شروط السلم الاهلي سيكون البديل عودة ظهور حواضن د١عش مجددا كردود افعال على سلوك ميداني من هذا الفصيل المسلح او ذاك الحزب او سماسرة الاحتلال .. ومثل هذا التحذير مطلوب اليوم ان يتوقف عنده كل فصيل يقاتل الأمريكان بأهمية طمانة المجتمعات المحلية ان ضمانة خروج الجندي الأخير من القوات الأمريكية يتمثل في هوية عراقية لتعريف المصلحة الوطنية العليا… قبل رفع السلاح لابد من معرفة ردود الافعال …اما من يقول نمضي في القتال لانتاج هوية المواطنة بمواصفات نتائج المعركة… فأقول لهم سبق وان حاولت عدة أنظمة ما بعد ١٩٥٨ حتى ٢٠٠٣ اعلاء صوت المعركة للتعامل مع النتائج …لكن العراق كان الخاسر الوحيد … فهل هناك من يتعظ ؟؟ شخصيا لا اعتقد ثمة من يتعظ من امراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد… لان تضارب المصالح الولائية لاجندات الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم في عراق اليوم إقليميا ودوليا .. تلغي مضمون الاتفاق على تعريف موحد للمصلحة الوطنية العراقية الجامعة بعنوان عراق واحد وطن الجميع .. ولله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى