مقالات

السياسيون لا يخطئون

السياسيون لا يخطئون – عبد الحق الناصري

يعد العراق أكثر من خاض تجارب الحروب في العصر الحديث بفعل مغامرات السياسيين ومع هذه التجارب المرة لم يتعلم الفرد العراقي من اخطأ الامس ، إذ ما يزال البعض يمتلك عقدة (تأليه الحاكم) وتعريف ذلك ان الفرد يقوم بتمجيد وتبجيل احد السياسيين وكأنه بدو خطيئة رغم علمهم الكاملة بفساد ذلك السياسي وما أن تحاول تهاجم ذلك السياسي تنهال عليك التبريرات بحجة الصالح العام، لكن السبب الرئيسي هو لمجرد نصب صنم مشابه لعجل السامري، اذ كثير ما نسمع ونشاهد سواء على التلفزيون او حتى على منصات التواصل الاجتماعي ان البطل الهمام هو من دحر الإرهاب وحرر العراق من خفافيش الظلام ، حتى وصل تمادي البعض الى القول وعلى شاشة التلفاز ان فلان حرر أعراض العراقيات من الإرهابيين! هل يعقل هذا منذ متى والعراقيين يتكلمون بهذه الطريقة ,منذ متى والعراقيين يحتاجون الى غريب لكي يحميهم ,لا تستغربوا فهذا نشاهده يوميا على محطات التلفاز وحتى على المحطات الرسمية للدولة ,هل نسى هؤلاء التبعية ان من ضحى بنفسه هو عراقي ومن هجر من دياره هو عراقي ومن سقط بيته هو عراقي ومن تحمل الظلم الإرهاب هو عراقي؟ومن يعيش الى اليوم بدون سقف هو عراقي ,ومن سبيت نسائه هو عراقي ومن سلبت أمواله هو عراقي، اَي عقل تمتلكونه تدافعون عن فاسد امتص دمائكم وقوتكم وتسمونه حامي عرض ؟؟ وتزايدون على تضحياتكم؟ الا تخجلون ماذا عساكم تقولوا لأم الشهيد يوم الحساب ؟ماذا سوف تقولون لأطفاله ولأرملته ؟ فرطنا بدماء الشهداء لصالح سياسي صور نفسه في صحراء ؟نعم نحن من نصنع الطواغيت ونرفعه ونعطيه أقوى حصانة بتبعيتنا له ونسميه بطل ، متناسين ان البطل الحقيقي هو الشعب العراقي الذي ضحى بدمائه الزكية على الساتر الترابي هو العراقي الذي تفككت أسرته وترك بيته من سبيت نسائكم باسم الدين من ركب الامواج هرب من البطش هؤلاء هم الأبطال الحقيقيين وهذه هي تضحيتهم ,وسؤالي هنا من يتحمل عواقب المؤامرة الحقيرة التي حاكتها دول إقليمية ودولية وتم تطبيقها في بلداننا؟؟من هو ذلك البيدق الذي حركته الدول الاستعمارية لتنفيذ بعض الاجندات الاقتصادية لتلك الدول، ومن ابرز ما استفادت منه هو تصريف أسلحة قديمة على رؤوس العراقيين والسوريين على حد سواء، و الكثير من الفوائد الاقتصادية بالدرجة الأساس مثل تصريف الادوية المكدسة واعادة الاعمار للمدن المدمرة وايكالها شركات اهلية وخفض سعر البترول ناهيك عن اعادة تشغيل مصانع السلاح الامريكي… الخ ,نعم ما حصل في بلداننا الهدف منه الاقتصاد اولا وللأسف قيادتنا كانت جزء الفعال من تلك اللعبة ، فتعس لاقتصاد يبنى على اجسادنا الممزقة التي هي بلا اَي قيمة بالنسبة لتلك الدول الانتهازية ,اعرفوا ما هي المؤمرة ولا تكونوا كالأعمى يسير خلف من يدعون الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى