مقالات

الطابور السادس

د. نزار محمود

يستخدم الكتاب والسياسيون والمثقفون بصورة عامة مصطلح: الطابور الخامس، للإشارة والتعبير عن شلة ممن يعملون ضد أماني الغالبية الساحقة من شعبهم ويتعاونون مع ظلامه أو غزاته أو محتليه وبأشكال مختلفة.وكان الجنرال الأسباني، أميليو مولا، أول من استخدم هذا المصطلح أثناء الحرب الأهلية الأسبانية عام ١٩٣٦ والتي استمرت لمدة ثلاثة سنوات ضد الجنرال فرانكو، حيث كان يقود «أميليو مولا» أربعة طوابير من جيشه في زحفه إلى مدريد العاصمة، مطلقاً مصطلح: الطابور الخامس بالاشارة الى شلة الجواسيس التي تعمل لصالح الجنرال «فرانكو». ( انظر: ويكيبيديا)وفي مقال اليوم أود استخدام مصطلح جديد أطلق عليه: الطابور السادس!!وأعني به أولئك المهزومين أخلاقياً وثقافياً وعزيمة أمام من يريد سحقهم غلاً وعدواناً وظلماً إنسانياً ويستغلهم صغاراً خانعين من أجل تحقيق مآربه.ماذا أعني بالأخلاق وكيف ينهزم المرء أخلاقياً؟لابد من أنوه بأني أعني بالأخلاق مجموعة القيم والروادع الوجدانية والضميرية والسلوكية التي تجعل من نوايا ومواقف الإنسان وأعماله وتصرفاته انموذجاً للخير والصدق والمحبة والتعاون والشجاعة واحترام حريات وحقوق الآخرين ومشاعرهم والفروسية والكرامة والشهامة، وليس المعنى الشائع المتعلق بالقضايا الجنسية إلا ما دخل منها في اطار ما أشرت اليه.وبناء عليه ينهزم المرء أخلاقياً عندما لا يفكر ويحس ويتصرف بما أشرت له في معنى الأخلاق.الهزيمة الثقافية:تحصل الهزيمة الثقافية عندما يركن المرء ويستسلم للجهل والعجز عن فهم الحياة ويقف عاجزاً أو رافضاً للمساهمة في إغنائها، من ناحية، ويقر ويتصرف بموجب غلبة الآخرين وتفوقهم دون مبرر كرامة إنسانية، مانحاً إياهم قيادته وتوجيهه وحكمه. فهو يصبح إذن عديم اللون والطعم والرائحة، كما يعبر عنه في الفيزياء والكيمياء، فاقداً لهوية خاصة أو متميزة، مائعاً في ألوان باهتة.موت العزيمة!وهي الأخطر في سجايا الطابور السادس الذي يشكل أساس الخور الأخلاقي والانبطاح الثقافي المستسلم.إن حشود المنحلين أخلاقياً والمغلوبين ثقافياً وفاقدي العزيمة تغذيهم افكار وصور وتصورات مثقفي طابورهم السادس الذي بات اليوم سرطاناً في حياة شعوبنا وأمتنا العربية، التي تعاون وتكالب عليها الآخرون مستعينين بالصعاليك من «فرسان» الطابور السادس هذا.انظروا إلى حال كل بلد عربي، فستجدون من هم «فرسان» طابوره السادس!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى