مقالات

العاطفة و الوباء

قاسم موزان

بات من المؤكد تماما أنَّ جائحة كورونا منذ انتشارها على مديات العالم بأجمعه تشكل خطرا جسيما على البشرية باجمعها، ولم يستثن فيروس المرض احدا من لعنته المميتة ووقف العالم بأسره مذهولا ومصدوما من سرعة انتشاره على نحو مخيف، الذي بات يهدد المفاصل الحيوية، وعجز المهتمون وشركات صناعة الادوية حتى هذه اللحظة من علاج شاف له.

وكادت الحياة تتعطل بسببه وعلى اساس هذه المخاوف المشروعة التي فرضها الفيروس، نبهت المؤسسات الطبية والصحية العالمية ومنها وزارة الصحة العراقية على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية للحد من شراسة الوباء، منها الالتزام بشروط السلامة الصحية منها ارتداء الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي كشروط اساسية لتفادي الاصابة .

إلا أنَّ شرط التباعد الاجتماعي لم يلق قبولا لدى بعض الأسر العراقية المسكونة بزيارة الاقارب والاصدقاء والصلات الحميمة، اذ إنها اعتبرت رفع الحظر الجزئي فرصة ثمينة لا يمكن تفويتها ترتيب اوراق العلاقات مجددا.

ولم تدرك تلك الأسر المأخوذة بالعاطفة الجياشة المبالغ بها احيانا حجم الضرر المحمول، الذي يمكن ان ينقل الى الأسرة المضيفة او بالعكس، بحيث تكون الاصابات بالفيروس متبادلة، لكن الاصعب من ذلك والأشد هو قيام البعض بزيارة المصاب بالفيروس والمحجور في غرفة صحية خاصة والاصرار على التحدث معه وهو يعلم امكانية انتقال الفيروس اليه ومن ثم يكون سببا في نقل العدوى الى اسرته.

كل هذه الزيارات يحسبها البعض من جانب رد الجميل والفضل لصاحبه وهذا لا اعتراض عليه في الظروف الطبيعية، ولكن ليس في ظرف كورونا المعتم، يمكن اختزال الزيارات الأسرية المتبادلة باستثمار التكنولوجيا الحديثة من خلال الاتصال الفيديوي والمكالمات الهاتفية الطويلة المجانية من عدة تطبيقات في الهواتف الذكية للاطئمنان على احوال الأسرة الاخرى او الشخص المصاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى