مقالات

العالم يترقب صيف ساخن وشتاء يغلي

العالم يترقب صيف ساخن وشتاء يغلي – علي الشكري

منذ عقود خلت والعراق اخذ على عاتقه مسؤولية تحمل تغطية أنباء الحدث السياسية والأمني الاستثنائي في المنطقة والاقليم والعالم أحياناً ،فمنذ حركة تموز والعسكر ونشاطهم الانقلابي في حراك دؤوب ، إذ كانت شارعة مشوارهم حركة 1958 ثم انقلاب 1963 اعقبه انقلاب 1964 ثم 1968واخيراً انقلاب 1970 حيث فهم فيه العسكر الدرس ، وساندهم الاجنبي الذي وجد في معتلي السدة خير من يمثله ، فطويتصفحة الانقلابات التي تطيح ، وبدأت سلسلة الحروب التي تعتدي ، فكانت شارعتها الجاره ايران ثم الشقيقة الكويت ، والتي كان اجتياحهاايذاناً بزوال حكم ديكتاتور ملىء الدنيا وشغل الناس بشره واجرامه ، فوحّد بعدوانيته شرق وغرب ، وعدو وصديق ، وقريب وبعيد . ويقيناً أناحتلال العراق سنة 2003 كان المسلسل الأسوء على الوطن ، فدبابات الاحتلال كانت تجوب المدن ، وجنوده يوجهون نيران اسلحتهم إلىصدور الآمنين ، ومليارات البلد يُبعثر بها من أوكلت اليه ادارة المرحلة الانتقالية والمؤقتة . وفي كل الثنايا ومنذ سنة 1958واخبار العراق تتقدمنشرات الاخبار وعناوين الصحف واروقة المنظمات وتشاورات اصحاب القرار من الكبار . اما عام 2022 يقيناً أنه ليس احسن حالاً على العراق واهله مما سلف ، فازمة سياسية محتكمة ، وفراغ دستوري حاضر ، وخيبة امل شعبية متنامية ، وبطالة متصاعدة ، وفقر متزايد ، لكن المستجد أن الغليان السياسي ، والاستقطاب الامني ، والاضطراب الاقتصادي ، والشح الكهربائي ، وازمة الوقود ، لم تعد قاصرة على الوطن لكن تعدته الى الاقليم والعالم ، فالحرب الكونية الجديدة القت باوزارها على العالم ، وراح شبح خطرها يتهدد الكبير والقوي والمتقدم والديمقراطي ، ربما اكثر من الصغير والضعيف والمتخلف ، بل حاظ أن الاخير مفلس في قافلة ، لا مصالح يخشى من المساس بها ، ولااقتصاد يخاف ركوده ، ولا عملةٌ يحرص على قيمتها ، ولا تجارة يرتعب من كسادها ، فهو جائع فقير مدين عار مكشوف ظهره .انعقاد المجلس ومع تنامي اثار الحرب الروسية الاوكرانية ، وانجرار المزيد من القوى المؤثرة الى أتونها بارادتها أو خارجها ، وظهور تباشير شح الطاقة ، وازمة الغذاء ،وأنباء المجاعة واضطراب عملة هي الاقوى ، راح الحريص من حكام الأوطان يجوب البلدان بحثاً عن احتياط وقود ، وخزين غذاء ، وبديل ممرات ، ووفرة مال ينفقه يوم حدوث الاسوء ، والقائمون على أمر الوطن منشغلون ، بانعقاد مجلس النواب ، والتصويت على القانون ، وتغير الاصطفافات ، وانتقال نواب من تكتل لاخر ، والقادة يبشر بعضهم بعضا ، انعقد المجلس ، لا لم ينعقد لعدم اكتمال النصاب ، لا اكتمل النصاب لكن التوافق أجل الانعقاد تجاوزاً لكسر الارادات .

صوت المجلس على القانون ، لا لم يصوت لانسحاب طرف مؤثر ، لا المقصود لم ينسحب لكنه اختلى للتداول ، لا انسحب وغادر نوابه .

اصدرت المحكمة الاتحادية العليا حكمها ، لا لم تصدر ه بعد لمنح المزيد من الوقت للتفاهم ، لا اعلنت انها ستصدر الحكم ، لا لن تصدره وتدخل الوطن في ازمة الا بعد اتضاح الرؤيا .

مجلس النواب مهدد بالحل من قبل المحكمة صرح نائب بذلك ، خرج متخلف سياسي أيد أن للمحكمة الاتحادية العليا حق الحل ، صرح النطاق الرسمي باسم المحكمة أن ليس لها دستوريا صلاحية الحل ، دخل المعتصمون الى مجلس النواب ، لا وصلوا الباحة دون دخول القاعة، لا دخلوا الصالة الرئيسية ورفعوااصواتهم واسمعوا من به صمموا ، نعم اسمعوا صوتهم لكنه كان خافت ، والنائب مشغول ، والنقاش على القانون حام .

والشعب غائب مغيب تتلاقفه الازمات ، وتتحكم بردود افعاله المستجدات ، وتضبط ايقاع تحركاته الوعود المضللات .

لكن على المتصدي والمؤثر ومتخذ القرار ومن بيده ادارة الشأن أن يعلم أن شعب العراق حي وغيره ميت ، وهو متحرك وغيره ساكن ، صابر محتسب مهادن ، لكن لصبره حدود ،ولاحتسابه مدى ولسكونه أجل ، إذ تحرك غيّر ، واذا قرر فعل واذا نوى مضى ، لا تمنعه آلة عسكرية ، ولا تقيد حركته أجهزة شرطية ولا توقف زحفه تخديرات موضعية . واذا كان الحدث العالمي المستجد قد ورط الكبار وجّر المُجنّب واقحم غير اصحاب الشأن ، وراح ينذر بحرب نووية ،ومجاعة عالمية ، واضطراب نقدي وشح وقودي ، فإن العراق لن يكون بعيد عن التأثير ، بل هو الاكثر تأثراً ، بفعل غياب المُخزّن ، وهشاشةالامن الغذائي ، ونقص الطاقة ، واعتماد الريع ، لكن شأن الخارج لن يصرفه عن هم الداخل ، فأبن الوطن يُفكر وغيره ساه ، وهو يتحرك وغيره ساكن ، وهو يتطلع وغيره يراوح ، لكن سماحته وغيرته وتعقله ووطنيته تجعله يعض على الجرح ويصبر على الظلم ويتجاوز عن الفشل ،فالشجاعة أن تتسامى عمن اخطأ وتنبه من أغفل وتنذر من ظن بك السوء ، فالوطن فوق الميل واسمى من كل الجزئيات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى