مقالات

العالم يتغيّر والتعليم يتأخر

العالم يتغيّر والتعليم يتأخر – صلاح الدين الجنابي

العالم يتغير، تحول التعليم، تحويل التعليم لتغيير العالم شعارات رنانة للمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية صداها وصل إلى كل بقاع العالم، ولكن القائمين على التعليم العالي في العراق يصرون على إرجاع عقارب الزمن إلى الوراء ليتمكنوا من ترصين التعليم العام والأهلي بل ذهبوا بعيداً ليستنسخوا تجربة وزارة التربية في توحيد المناهج الدراسية، فهل من المنطقي أن جامعات العالم تتسابق لتلبية متطلبات سوق العمل من خلال التغيير والتمايز في المناهج وتصميم التعليم وطريقة ونوع المعارف والمهارات والخبرات والاتجاهات الملائمة التي تمكِّن الخريج من التوظيف والتعامل مع المتغيرات دون الحاجة إلى تدريب إضافي لأن البرنامج الأكاديمي تضمن هذا التدريب كونه أشمل من التعليم وأكثر فائدة، الكارثة أن كليات المجموعة الطبية وبقية التخصصات تعمل على توحيد المناهج الدراسية وتلزم كل الكليات بتعليم مناهج متطابقة ومستنسخة في كل شيء حتى بالتصميم والطريقة، وهنا نتسائل هل الهدف الامتحان التقومي، أم تلبية حاجات ومتطلبات أصحاب المصالح وسوق العمل، فإذا كان الامتحان التقومي فهو يحتاج إلى إعادة نظر لأنه مخالف للشعارات سابقة الذكر، وإذا كانت تلبية الحاجات فهي لا يمكن أن تلبي ولو جزءاً بسيطاً منها بهذا الإجراء غير المعتمد أكاديمياً ويتناقض مع كل ما يجري في العالم من تطور وتحول وتغير، لأن توحيد المناهج بهذه الطريقة يلغي دور القسم العلمي ودور تدريسي المادة ودور الطالب ودور أصحاب المصالح ويؤثر على جودة التعليم ورشاقة المحتوى ومرونة الأهداف وتعظيم العائد المعرفي والمهاري وملائمته لسوق العمل، ليحوله إلى تلقين لا يحفز على الابتكار والإبداع والتميز ويوقف التفاعل الإيجابي بين الجامعة وأصحاب المصالح.

لا أدري هل يتابعون هذه المؤتمرات وهل يعلمون أن الجامعات في العالم تتميز وتتنافس وتتمايز في جودة البرامج الأكاديمية والإبداع في تصميم التعليم والتفرد في طرائق التدريس.

(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى