مقالات

العراق ليس حقل تجارب

العراق ليس حقل تجارب – سامي الزبيدي

في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي وبعد ان سلم الأمريكان حكم العراق الى أحزاب وكتل تدعي أنها إسلامية استبشر العراقيون خيرا من ان العراق سيكون عراقاً جديدا كما قال الأمريكان والأحزاب التي جاءت معهم والتي حكمت البلاد طيلة الثماني عشر سنة الماضية وسيكون العراق مثالاً للأنظمة الديمقراطية في المنطقة عراقاً وحسب دستورهم تعددي فيدرالي يؤمن بالحريات العامة ويوظف ثروات البلد وأمواله لبناء الوطن وتطوير وتعزيز اقتصاده وصناعته وزراعته وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب وتأمين الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية والعمرانية والبلدية له لكن وللأسف الشديد لا شيء من هذا حدث بل على العكس فقد حكمت العراق أحزاب طائفية أثارت الصراع الطائفي بين مكونات الشعب المتآخية فكانت حربا طائفية راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا الأبرياء ضحايا لعقلية طائفية انتقامية وتقاسمت هذه الأحزاب المناصب والمكاسب في كل الحكومات وفي كل مؤسسات الدولة وفق المحاصصة الحزبية والطائفية ثم مارست الإقصاء لكفاءات العراق ونخبه الأكاديمية والعلمية الوطنية وأثارت الضغائن والأحقاد والثارات ومارست أبشع عمليات القتل والتصفيات الجسدية والاغتيالات التي طالت كفاءات العراق العلمية والطبية والقيادات العسكرية والأمنية لإفراغ العرق من كفاءاته ونخبه الأكاديمية والمهنية ثم امتهنت هذه الأحزاب الفساد وسرقت أموال العراق ونهبت ثرواته وأفقرت الشعب وجوعته وظلمته وعندما خرج متظاهراً مطالباً بحقوقه قتلته شر قتلة ونتيجة سوء إدارة هذه الأحزاب وفسادها وفشلها وسرقاتها وجرائمها حل الخراب والدمار في البد حتى وصل الى الهاوية.سنوات عجافوبعد كل هذا الخراب والدمار الذي تسببت به هذه الأحزاب والكتل وقادتها واعتراف هؤلاء القادة بفشلهم في إدارة الدولة طيلة السنين العجاف الماضية وبعظمة لسانهم وعلى الملأ وأمام الفضائيات وقالوا إنهم يجب ان لا يكونوا جزءا من أية عملية سياسية مستقبلا وبدلاً من ان يعتذروا للشعب عن فشلهم ها هم يتراجعون اليوم عن اعترافاتهم وعن فشلهم وتناسوا فسادهم الذي ازكم أنوف العراقيين وعرفه العالم كله كما عرف سرقاتهم الكبرى لأموال الشعب والدولة ولثروات الوطن وما سببوه من ماسي وكوارث وجرائم قتل وحشية وتدمير ممنهج لكل شيء واهم ما دمره الفاشلون الروح الوطنية للإنسان العراقي وتدمير النسيج الاجتماعي للشعب وتدمير الأعراف والقيم الاجتماعية والدينية التي يمتاز بها مجتمعنا ناهيك عن تدمير اقتصاد العراق وصناعته وزراعته ومؤسساته الصحية ودمروا العملية التعليمية وكل البنى التحتية للمدن وها هم اليوم يتسابقون لخوض الانتخابات المقبلة والأدهى من ذلك يقول احدهم انه على استعداد للعودة الى رئاسة الوزراء إذا طلبت منه الكتل السياسية ذلك وكان العراق وشعبه حقل تجارب للفاشلين والفاسدين أمثاله الذين دمروا البلاد والعباد ويريدون العودة ثانية ليجربوا فشلهم وفسادهم مرة أخرى وهو وغيره من السياسيين الفاشلين والفاسدين يعلم جيداً ان الشعب العراقي لم يعد يتحمل المزيد من فشلهم وفسادهم وسرقاتهم وجرائمهم التي كلفته ماسي وكوارث ومصائب لا تعد ولا تحصى ،ولا ادري بأي وجه يعود هذا السياسي الفاشل وغيره الذين حرق ثوار تشرين مقرات أحزبهم وداسوا على صورهم بالأحذية ووصفوهم بأبشع الأوصاف ومنها العملاء والقتلة والسراق والفاشلين والفاسدين والمجرمين ومن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ساسة من تسبب في مذابح الحويجة والنجف والرمادي وسلم ثلث مساحة العراق لداعش وما سببته هذه الجريمة وجريمة سبايكر من خسائر بشرية ومادية ومعنوية كبيرة للعراق وشعبه والى الآن لم يحاسب على جريمة الخيانة العظمى هذه , وهو وغيره من أشباه السياسيين الذين كانوا سبباً رئيسياً للحرب الطائفية وسرقة مئات المليارات من أموال الشعب العراقي وتحويلها الى حساباتهم في الخارج ووهبوا قسماً منها لإحدى دول الجوار وكانوا السبب الرئيسي في هدر ثروات الوطن ورهن نفط العراق للشركات الأجنبية عبر ما سمي بجداول التراخيص والسبب الرئيسي لسرقة أموال الكهرباء والخدمات الأعمار والسبب الرئيس في التفريط بأراضي العراق ومياهه الإقليمية ومع كل هذه الجرائم والموبقات ويريدون العودة للسلطة ثانيةً بعد ان ذاقوا حلاوتها وتنعموا بأموالها وامتيازاتها ليعودوا مرة أخرى لهذه النعم والامتيازات ومن ثم الفساد والسرقات والجرائم والمحاصصة وتقاسم المناصب والمكاسب مع الشركاء في جريمة تدمير العراق وشعبه , والعجيب ان هؤلاء الفاشلون نسوا اعترافهم بالفشل وعادوا اليوم ليتقدموا الصفوف ويعقدوا الاجتماعات ويستغلوا الحشد الشعبي وتضحيات العراقيين البسطاء الذين لبوا دعوة الجهاد الكفائي لضمان الفوز في سباق الصراع على السلطة عبر الانتخابات المقبلة ونسي هؤلاء الفاشلون والفاسدون أنهم سبب كل الماسي والكوارث التي لحقت بالعراق وشعبه وان دماء عشرات آلاف الشهداء برقابهم وان وصرخات الثكلى والأرامل والأيتام والفقراء ومعانات ملايين النازحين والمهجرين والمغيبين والمغدورين وصرخات الجياع والمظلومين سترافقهم الى قبورهم وان حقوق العراق في أراضيه ومياهه التي باعوها لن تنسى وان كل ما سرقوه وكل أموالهم وشركاتهم وعقاراتهم وأرصدتهم ستعود يوما ما الى أبناء الشعب الذي سيقتص من كل قاتل وفاسد وفاشل شارك في الجريمة الكبرى التي لا تغتفر جريمة تدمير العراق وشعبه وفي كل الماسي والكوارث والفواجع والآلام التي لحقت بشعب العراق الصابر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى