مقالات

العراق والسعودية.. تفاهمات أم تطبيع؟

د. فاتح عبدالسلام

كان الصراع العربي الاسرائيلي هو العنوان المسيطر على الأجيال عقوداً طويلة، تخللتها حروب كبيرة منذ الاربعينات حتى السبعينات. اليوم من الصعب اطلاق هذا العنوان على عواهنه، وبات بحاجة الى تقنين اجرائي دقيق. ذلك انَّ العنوان الأقرب للواقع اليوم هو الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فهو الباقي معلّقاً في انتظار العودة المستعصية لطاولة المفاوضات.بعد عمليات التطبيع العربية الاسرائيلية المتتالية وما سيأتي بعدها، لم يبق في الميدان سوى ما يمكن أن نطلق عليه ملفات الصراع العربي -العربي . ذلك انّ هناك ألغاماً قابلة للتفجّر بين دول عربية على نحو ثنائي أو ثلاثي أو شبه جماعي . وبات، في هذه الاجواء المقلقة، الوصف الأدق الى التقارب العراقي السعودي هو أنّه مكسب كبير في زمن من الانهيارات في العلاقات أو زمن من الصلات الهشة والكاذبة والمخادعة بين دولة عربية وأخرى، بسبب تداخلات وتدخلات كثيرة تتضمن معاني الوصاية حيناً وطمع الكبير بالصغير حيناً آخر واستغلال القوي للضعيف في بعض المرات واضطرار الفقير للغني في وجوه كثيرة.غير انَّ العلاقة بين العراق والسعودية التي وصفها ولي العهد السعودي امس بالتاريخية ، تحتاج الى اعتماد ضمانات الإدامة والبناء الاستراتيجي غير القابل للهدم مع تبدل الحكومات. تلك هي مشكلة اساسية من السذاجة تجاهلها لمن يغوص في تحليل الوضع العراقي، وربما من باب التكتيك السياسي غض النظر عنها، لكنها مشكلة تحتاج الى علاج ولا تنتهي من حالها أو بالتقادم الزمني .ماحدث بين بعض الدول العربية بات يحتاج الى تطبيع أوضاع وليس تفاهمات عابرة أو لقاءات الوقت الضائع.العراق والسعودية بلدان استراتيجيان مدعوان الى اعتماد المعايير الراسخة في العلاقات بينهما، بما يفوق مذكرات التفاهم والاتفاقيات التجارية والتنسيق الامني الحدودي . وتفصيل ذلك يدركه زعماء البلدين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى