السياسية

العراق ينعى أمير الكويت.. الزعيم المحب والحريص على شعوب المنطقة

نعت الرئاسات الثلاث في العراق ومجموعة من الزعماء السياسيين، اليوم الثلاثاء، وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالتزامن مع تعزية عربية واسعة لرحيله.

وأعلن الديوان الأميري في دولة الكويت اليوم وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونادى مجلس الوزراء الكويتي بولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، معلنا الحداد الرسمي لمدة 40 يوما، مع إغلاق الدوائر الرسمية لمدة 3 أيام.

وفيما قدم رئيس الجمهورية برهم صالح تعازيه للشعب الكويتي بوفاة أمير البلاد، تتابعت التعازي من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، ومجموعة من الزعماء السياسيين.

وقال صالح في “تغريدة” نشرها حسابه بموقع “تويتر” “بحزن بالغ تلقينا نبأ وفاة، الامير المغفور له الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. كان الأخ الكبير والزعيم الحريص على شعوب المنطقة، وعرفناه بإنسانيته وحرصه على علاقات كويتية عراقية متينة، عمل بدون كلل على جمع الكلمة ومغادرة الخلاف، حتى اضحى مثالاً للسلام والخير.. تعازينا لاهلنا في الكويت الشقيق”.

بدوره قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في تعزيته برحيل الأمير الكويتي، إن الأمة والمنطقة جمعاء فقدت رجلاً لم يدّخر جهداً في سبيل دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، فيما أشار رئيس البرلمان إلى أنه برحيل امير الكويت، فقدنا داعماً للعراق ومحباً للعراقيين.

وقال الكاظمي في بيان رسمي، “بألم بالغ وقلوب حزينة، تلقينا نبأ رحيل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة”.

وأضاف رئيس الوزراء: “برحيله، فقدت الأمة والمنطقة جمعاء رجلاً لم يدّخر جهداً في سبيل دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، وضمان الرفاه والتقدم لشعب الكويت الشقيق والشعوب الجارة”، مبينا أن “الراحل الكبير ساهم في تعزيز مسيرة العراق الجديد، الخارج من نير الدكتاتورية، مثلما وقف معه وهو يواجه الإرهاب وينتصر لأرضه ووجوده. نسأل الباري جل وعلا الرحمة والمغفرة للراحل الكبير، والصبر الجميل لذويه ومحبيه ولكل شعب الكويت الشقيق.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وقال رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي في تعزيته، إنه “بأسى بالغ وقلب يعتصره الألم، تلقينا نبأ وفاة الأمير الأب، والشيخ القائد، ورأس حكمة العرب، الذي عرفناه إنسانا معطاء، وسياسيا محنكا، وناصحا أمينا، وبوفاته فقدنا داعما للعراق، ومحبا للعراقيين، ومناصرا لقضايا العرب والمسلمين”.

وتوالت التعازي برحيل امير الكويت، صباح الأحمد، وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تعزيته، أنه “تلقينا نبأ وفاة امير الكويت ببالغ الحزن والأسى فالكويت واميرها وشعبها اعزاء على قلوبنا نحن العراقيون، متمنياً للكويت السلام والامان في ظل حكومتها واميرها الجديد”.

وذكر رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، في تعزيته، إن “الفقيد نموذجا لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء”.

وقال الحكيم في بيان، “ببالغ الحزن والأسف تلقينا نبأ رحيل أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وإذ نتقدم بأسمى آيات العزاء والمواساة للكويت الشقيقة قيادة وشعبا، نستذكر علاقتنا التاريخية بالفقيد ودوره الوسطي المعتدل في التعامل مع أغلب الملفات والقضايا الساخنة في المنطقة والعالم لاسيما العربية والإسلامية منها من منطلق سمح ونظرة مسؤولة وموقف بعيد عن الانفعال والتشنج”.

واضاف، “كما مثل الفقيد نموذجا لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء واطلق المبادرات والمشاريع في فترة امارته لدولة الكويت ومن قبلها فترة إدارته لملف الخارجية الكويتية فضلا عن نظرته الأبوية تجاه عامة الشعب الكويتي الشقيق”.

وقال رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، إن امير الكويت “كرس حياته وجهده لخدمة بلده وأمته”.

وذكر المالكي في تعزيته، أنه “تلقينا بحزن نبأ وفاة امير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تغمده الله بواسع رحمته”، متوجها الى الكويتيين بالقول: “نشاطركم الاحزان بوفاة المغفور له بإذن الله الذي كرس حياته وجهده لخدمة بلده وأمته”.

وتنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة في الكويت على أنه إذا “خلا منصب أمير البلاد نودي بولي العهد أميرا، فإذا خلا منصب الإمارة قبل تعيين ولي للعهد مارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة إلى حين اختيار الأمير”.

وبمقتضى المادة المذكورة، يتولى ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح منصب الإمارة. وكان الأمير الراحل قد قرر في 18 تموز الماضي أن يتولى ولي العهد الشيخ نواف بعض الاختصاصات الدستورية لأمير البلاد بشكل مؤقت، بعد دخول الأمير المستشفى لإجراء فحوص طبية.

وفي تموز الماضي، كان الديوان الأميري قد أعلن أن الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح أجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح، وقد سافر الراحل إلى الولايات المتحدة لاستكمال علاجه بعد خضوعه للعملية الجراحية.

والأمير الراحل هو الحاكم الخامس عشر لدولة لكويت بعد استقلالها عام 1961، وقد تسلّم مقاليد الحكم عام 2006 بعد إمضائه 4 عقود من الزمن وزيرا للخارجية، قبل أن يترأس الحكومة عام 2003، ويظل في المنصب إلى حين تنصيبه أميرا.

وساهم الشيخ صباح كذلك في رأب الصدع بعدة أزمات في المنطقة، مما أثرى تجربته الشخصية وجعله وسيطا مقبولا لدى كل الفرقاء.

واستمرت هذه الوساطة بعد استلام الشيخ صباح الحكم عام 2006، وصولا إلى تسميته قائدا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديرا لجهوده الإنسانية على جميع الصعد.

كما قاد الأمير الراحل وساطة لحل الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 حزيران 2017، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى