مقالات

العشوائيات والانتخابات

نجاح العلي

في علم المنطق لكل موجد سبب، بمعنى أن كل امر مستحدث، هناك سبب لاستحداثه، فمن ‏المنطقي مع اقتراب كل انتخابات ان نجد مشاريع قوانين سيتم تقديمها للتشريع ومنها ‏على سبيل المثال لا الحصر، مسودة قانون توزيع الثروات على ابناء الشعب العراقي ومسودة ‏قانون تمليك العشوائيات الذي تمت صياغته في شهر آذار 2018 اي قبل الانتخابات البرلمانية ‏بثلاثة اشهر، ثم تم تسليط الضوء عليه بكثرة حاليا لغاية في نفس يعقوب.‏الدستور العراقي حث الدولة على توفير السكن الملائم للعراقيين جميعا دون استثناء، اما توفير ‏السكن لشريحة معينة على حساب الشرائح الاخرى ففيه غبن وتبعات كثيرة، اولها ان ‏المتجاوزين مع تعاطفنا معهم تجاوزوا على المال العام وتنعموا بالسكن المجاني وخدمات الماء ‏والكهرباء المجانية طيلة 17 عاماً، ثم يأتي قانون لتمليكهم الارض التي تجاوزوا عليها، فهذا امر ‏غير منطقي وغير مقبول للذين لا يملكون عقارا ويسكنون بالايجار ولم يتجاوزوا على اراضي ‏الدولة، فمن الأحق بالانصاف والتمليك، الطبقة الوسطى التي تدفع الضرائب واجور الماء ‏والكهرباء والنظافة والتبليط وبقية الخدمات واغلبهم من ذوي الدخل الثابت الذي لا يسمح ‏بشراء عقار، حتى وان كان 40 مترا، او المتجاوزون الذين بنى بعضهم قصورا بمساحة مئات ‏الامتار بأرقى التصاميم ومؤثثة ببذخ.‏لنعود الى قانون العشوائيات الذي قرئ قراءة اولى ولايزال تحت الدراسة ويحتاج الى ‏ورش عمل وندوات، وعرض امام وسائل الاعلام للنقد والتعديل لإنضاجه قبل قراءته قراءة ‏ثانية، رغم اصرار البعض على تمريره قبيل الانتخابات باشهر لغايات انتخابية بحتة، ليصبح اداة ‏للترويج لمقدمي القانون، رغم ان الاراضي المراد تمليكها هي ملك للدولة وليست ملكا لهذه ‏الكتلة السياسية او تلك لكي توزعها كيفما تشاء، والقانون المذكور آنفاً كما جاء في مسودته ‏يشمل الاراضي المستغلة من بعض الاشخاص ضمن تخطيط يتناسب مع التصاميم الاساسية ‏للمدن وليست تابعة للدوائر والوزارات او الاراضي الحكومية وامكانية استمرار شاغليها بالسكن ‏لمدة عشرين سنة مقابل مبالغ رمزية او تمليكها لهم لقاء مبالغ محددة. ‏القانون رغم كونه يلامس شريحة كبيرة من المجتمع، اذ بلغ عدد العشوائيات بحسب وزارة ‏التخطيط اربعة آلاف منطقة، كان نصيب بغداد منها اكثر من الف منطقة، وبحسب الاحصائيات ‏الرسمية ان 12 % من السكان يعيشون في العشوائيات، الا انه من الخطأ تقديمه قبيل ‏الانتخابات، منعا لاستخدامه كأداة ووسيلة للترويج الانتخابي على حساب المال العام والممتلكات ‏العامة.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى