قصص من الواقع

الفيتر و هيثم

بذاك الوكت جان عمرنا بداية العشرينات … يوميا نرجع مشي من المعمل الي نشتغل بي للبيت … وهو اصلا المعمل قريب .. يعني بس اكو (بزل) نعبره و ندخل منطقتنا … البزل هو مي أسن او مي متوقف … و بي كصب و ريحته ابد مو طيبه و الليل كله صوت الضفادع مشتغل ميسكتون للصبح …
مره رحنا للشغل و بيومها ابو المعمل اخوه متوفي و رجعونا كلنا العمال للبيت … و رجعنا … بالطريق مال الرجعه لازم نعبر البزل و البزل هذا اكو بي جسورة صغار و بي هم بواري ينعبر عليها بس تخوف … احنا نعبر عالجسر الصغير … شفنا ولد صغير لابس جنطه .. و مبين راجع من المدرسة بس واضح وضوح الشمس هالطفل وكح و يريد يعبر عالبوري ..
بقينا نباوع عليه و تزحلك المسكين و وكع بالبزل … ركضنا طلعناه من البزل و طبعا ريحته تلعب النفس و قميصه الابيض مكلوب جوزي من القذارة (مكرم القارئ) .. اني متحملت الريحة ردت ازوع (مكرم القارئ) …
المهم
هو كام يبجي و كل شوية هيثم يكله اسكت دموعك دموع التمساح .. و الجاهل يضحك .. جان عمره تقريبا ٩ سنوات .. اكو بيوت صغار قريبة من البزل هاي البيوت مسويها مشاتل مال زرع .. عدهم مي خابط بس قوي .. هذا المي يستخدموه للزرع .. دكينا الباب على واحد من البيوت و طلبنا الصونده حتى نغسل نفسنا و نغسل هالجاهل لان ريحته تكتل .. و الناس ما قصرو طلعونا الصونده مال مي خابط و غسلنا بي و الجنطه انترست مي وصخ و الكتب صارت عبارة عن ورق مبلل .. طبعا كلناله للجاهل بيومها ذبهن و كول كبال اهلك ضيعتها للجنطة هواي احسن الك .. بس هو ما قبل و اخذها للجنطة .. و رجعنا نمشي و الطريق كله هيثم يشمشم براس الولد .. يكله ريحتك جايفه ههههههه ..
و سألناه للولد انته ابن منو .. طبعا اهله جانو منتقلين جديد للمنطقة ما نعرفهم و وصفلنا بيتهم يعني اندليناه بس منعرف اهله ..
عالعموم …
الموقف راح و انتهى … بس الي ما انتهى .. سوالف هيثم (الف رحمه على روحه) … جان كل ميشوفه للجاهل يركض وراه يشمشم بي هههههه .. يكله ريحتك طيبه اليوم مو مثل ذاك اليوم ..
و اخر مرة كلت لهيثم خوية عوفه لا تسويها لان الجاهل دينهزم منك و ديربالك لا عن طريق الغلط تطلع منك السالفة و احد يسمعها و يحجيها و يسمعون الجهال بالمنطقة و يشدوله لقب للجاهل ميروح منه للموت (اقصد الجاهل الي طلعناه من البزل) .. و ابسط شي يصيحوله ابو الريحه .. هيثم انقهر كال تصدك ولا مفكر بهل الشي .. و بطل هيثم هالسالفة ..
و طبعا الطفل جان من يشوفني و يشوف هيثم ينهزم .. لان هيثم يجلب بي و يركض وراه يشتمه .. و هيثم كلبه ابيض و يسويها بالشقى لان يحب الجاهل و مرات يصيحله التمساح الصغير ..
عالعموم .. قبل ميتوفى هيثم بفترة خابرني … كالي اذا احجيلك موقف متصدكه والله … كلتله شنو … كال ذاك اليوم السيارة عطلت .. و رحت اصلحها و وصفولي واحد جوى يم الشبكه مال كهرباء ..
كالو فيتر مضبوط .. رحتله جان مموجود بس العامل مالته .. العامل طلب سعر غالي و اني ما عندي … و بقيت واكف دايخ .. جان يجي ولد شاب معضل .. من هذولة الي يلعبون حديد و جسمهم مقسم عضلات عضلات ..
و طلع هو الفيتر صاحب المحل و هالولد الي طلب السعر يشتغل يمه … باوع عليا و سلم عليا وبقى مبتسم بوجهي .. كال اامرني .. كلتله يعني راح اعيد القصة كلها .. و حارة الدنيا و ريكي ناشف .. كال صدك جذب هسه اجيبلك شي تبرد كلبك .. بهل الحجي العامل كاله هاي السيارة هيج و هيج فلمها و كلتله هلكد تكلف …
الفيتر كال لا هواي .. و اني ما اريد فلوس شغل ايدي بس روح جيبلي فلان شغله من ابو الادوات الاحتياطية و اني اكملها بلاش و فوكاها بوسة و تشرب شي بارد هم و باس راسي .. كلتله شلون متريد فلوس شغل ايدك و رجعت بسته من راسه و العامل هم صفن بوجه استاذه …
كالي انته معرفتني خالي ؟
كلتله لا والله … كال اني التمساح ابو الريحه ههههههههههه .. طبعا من كال هيج كبل حضنته و بقيت اشمشم براسه كلتله ريحتك تخبل كلها دهن و بانزين لو باقين على ريحة البزل اشرفلنا .. خرب من الضحك الولد ..
جان يكول هسه عرفتني صح لعد ههههههه …
يكول هيثم كلتله وينك انته اشو اختفيت و تغير شكلك … كال والله شلنا لغير منطقة ورجعنا قبل سنة تقريبا … و انته اكيد ناسيني بس اني ابد ما نسيتك .. و بقى يتذكر الموقف و حجينا للعامل الموقف … و حتى اكو رياجيل واكفين سمعو الموقف كلهم ضحكو … و صلحلي السيارة و حلفني كل متعطل اوديها يمه .. و ما قبل ياخذ فلوس شغل ايده …
و حل قضيتي و بيومها صدك جنت دايخ … هذا الموقف الي صار وي المرحوم هيثم .. اني دائما اكتب عن مواقف مثله ..
و المواقف كلها تكول … اذا تسوي شي ينردلك مو شرط ينردلك على شكل مادة او فلوس … بس ينرد الك ينرد .. #مردوده … الف رحمه على روحك هيثم … جان دائما عنده حجاية … يكلي هو الي يريد يساعد … يساعد و مينتظر مقابل .. بس الي ميريد يساعد يبقى يطلع افلام و مسلسلات و يمكن و يمكن و يدخل الموضوع بسالفة موامرة كونية و يظل يلوفها يمين و يسار حتى بس ميساعد … و بلاخير ميساعد …
الناس للناس … و الي توكفله اليوم .. لا تنتظر يوكفلك باجر .. بس اوكفله .. و صدكني ترجعلك ..
(الفيتر و هيثم)

المصدر / صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى