مقالات

القادة السبعة الذين أكرههم

نوزاد حسن

اطلعت مؤخرا على منشور في صفحة المترجم الدكتور بسام البزاز وهو يتساءل عن سبب هجرة الشباب الى خارج العراق، واظن أن الدكتور كان متاثرا بحادثة مقتل شاب عراقي في مدينة مينسك على يد الشرطة البيلاروسية. وبلا شك فان قضية الهجرة احدى اهم نقاط ضعفنا امام العالم، ولعل هذا ما جعل الدكتور البزاز يختم منشوره بقوله ترى ماذا ينقصنا لكي يهاجر ابناؤنا تاركين الوطن خلفهم؟. بلا شك نعرف جميعا ما الذي ينقصنا، وما نحن بحاجة اليه. وقد فكرت بل انا افكر دائما بوضعنا السياسي المعقد وما يتركه من آثار نفسية خطيرة على الافراد.فيفضل بعضهم الهجرة فيما يظل الاخرون مقتنعين بالبقاء. وفي الحالين هناك تبعات ثقيلة يتحملها الانسان سواء أكان مهاجرا ام كان مقيما على ارض بلده. لنقل ان قرار الترك الانسان لوطنه هو من اكثر القرارات قسوة. هذا القرار يشبه قلع فسيلة من تربة لزرعها في تربة اخرى. انا اتحدث هنا عن الجانب النفسي قبل كل شيء. ولنا ان نتخيل درجة اليأس التي يشعر بها الشاب الذي يفضل ان يموت في الغربة على يد الشرطة او يقضي غرقا في البحر او سقوطا من طائرة كما حدث للاعب كرة القدم الافغاني، الذي سقط من طائرة اميركية ظن انها ستكون ملاذه في الوصول الى مكان اكثر امنا من بلده. ان تجربة شقيقي الذي صعد الى قارب الموت ونجا يقول لي بان الموت يهون في سبيل الخلاص من وضع سياسي لم يعد مقبولا لدى جميع من يترك وطنه. وهذه حالة عامة تخص بعض بلدان المنطقة التي تشهد غيابا لسيطرة الدولة سيطرة تامة. انني اكره سبعة من القادة: اكره الفاسد الذي يقود النزيه. اكره الفوضى التي تقود النظام. اكره الخوف الذي يقود الامان، اكره الجاهل الذي يقود المثقف، اكره المتحزب الذي يقود المستقل، اكره المحاصصة التي تقود الولاء للوطن، اكره الكلام الفارغ الذي يقود الفعل. إن الكره هنا هو اشرف موقف سياسي على الاطلاق. أقول هذا وانا افكر بالافغاني الذي سقط من الطائرة، وبالشاب العراقي الذي قتل في بيلاروسيا.. افكر بهما كصوتين رافضين لكل ما يجعل البلد متاخرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى