مقالات

اللقاح وشروط الأمل

د. فاتح عبدالسلام

برغم عقود طويلة مرّت على ظهور مرض السل ومن ثمَّ اكتشاف لقاحه التاريخي، إلا انَّ العدوى البكتيرية للسل ظلّت تضرب في أرجاء العالم لاسيما في الدول التي تسوء فيها البُنى التحتية والاجراءات الصحية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ تسعة ملايين اصابة حصلت في العام ٢٠١٣ مع مليون ونصف المليون من الوفيات في العالم، وانَّ هذه الاحصائية الصادمة دعت المنظمة الى الشروع بتنفيذ استراتيجية القضاء على مرض السل في سقف زمني يمتد الى العام ٢٠٣٥، لتقليل الاصابات بنسبة تسعين بالمائة.

أي انَّه مع كُلّ تلك الجهود الدولية الكبرى، وما تزال التغطية الكفيلة بالقضاء الكلي على ذلك الوباء غير مكتملة، ويبدو أنّها غير قابلة للاكتمال أيضاً.

ولا ننسى أنّنا نتحدث عن وباء بكتيري وليس وباءاً فيروسياً مثل كورونا المستجد .

قبل قليل وردت الاشارة الاولى المؤكدة لنجاح لقاح أمريكي ألماني مشترك يتكفل الوقاية من فيروس كورونا، وانّ نسبة نجاحه تسعون بالمائة.

وهي أول نسبة عالية من نوعها على صعيد جميع التجارب العالمية التي أجرتها شركات الأدوية في خلال هذه الشهور العصيبة من انتشار الجائحة.

صار بيد العالم أمل، والان يبحثون عن آليات استثمار ذلك الامل وتحقيق نفع للبشرية كلها منه، في حين أنَّ دولاً لا تزال تعاني نقص الكهرباء ستواجه مشكلة في تبريد اللقاح، وهو شرط أساس لعدم تلفه.

فضلاً عن الحاجة الى بنى تحتية وصحية مناسبة لتنفيذ حملات تلقيح على وفق شروط السلامة.

و هناك مشاكل عدة، يعاني منها كثير من الدول لاسيما في بلداننا العربية التي أغفلت حكوماتها من دون استثناء العناية بالجانب الصحي المجاني للمواطنين وتركت الباب للقطاع الصحي الخاص من دون رقابة علمية مناسبة.

وهناك بلدان معاقبة اقتصادياً مثل ايران ستجد صعوبات في آلية الحصول على اللقاح من مصدر أمريكي إلا عبر دول وسيطة.

كانت التوقعات في مكانها ،حين ذهبت الى الاعلان عن أن الاخبار الاولى للقاح ستأتي مباشرةً بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وهل يمكن هنا تصنيف الربط بين اللقاح والغرض السياسي ضمن نظرية المؤامرة، أم أنّها مجرد صدفة…سعيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى