العربية والدولية

المتسللون في زمن كورونا.. فيروس إخواني يحاصر العرب

وجدت عناصر الإخوان الإرهابية ضالتهم في انتشار فيروس كورونا عربياً، لتبدأ كتائبهم الإلكترونية ببث شائعات كمحاولة للقفز على الأزمة واستثمارها سياسياً من خلال التسلل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما استغلتها تشكيلاتهم الإرهابية لمحاولة أثارة الفوضى.

وفرضت السلطات الجزائرية إغلاقاً تاماً على جميع المساجد، بعد دخول البلاد المستوى الثالث من تفشي وباء كورونا، غير أن الإخوان حاولوا كعادتهم اللعب بمشاعر الجزائريين معلنين رفضهم القرار.

وتعني المرحلة الثالثة من انتشار وباء، بحسب منظمة الصحة العالمية، وجود إصابات مجمّعة في منطقة واحدة، أو أكثر وتصنف حينها المناطق بالموبوءة.

وضرب إخوان الجزائر تحذيرات حكومتهم من ازدياد أعداد المصابين عرض الحائط، خاصة بعد إعادة أكثر من 3 آلاف جزائري كانوا عالقين في أكثر من 12 بلداً، وضعوا تحت الحجر الصحي في أكثر من 50 فندقاً ومنتجعاً سياحياً.

وإلى البلد المجاور (ليبيا)، حيث ترك عضو تنظيم الإخوان الإرهابي ورئيس ما يسمى بالمكتب السياسي لتجمع ثوار 17 فبراير في طرابلس كل محاولات مواجهة كورونا في بلاده ليدعو لتنفيذ عمليات انتحارية إرهابية في شرق ليبيا ومصر.

دعوة مثيرة للشفقة أكثر منها للخطورة أطلقها الإخواني سامي الأطرش عبر قناة “ليبيا بانوراما”، الذراع الإعلامية لحزب العدالة والبناء، حزب تنظيم الإخوان كمحاولة لنقل أزمة بلاده إلى دول الجوار.

وتحت غطاء كورونا حالياً يسعى الإخوان والمليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا لإثارة الفوضى في ليبيا، لا سيما العاصمة طرابلس، واستثمار انشغال العالم بمكافحة الوباء القاتل لنقل مزيد من المرتزقة إلى هذا البلد.

أحمد بان، الباحث والخبير في شئون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، فسر السلوك الإخواني من مستندا إلى ما قال إنها أزمة نفسية عميقة داخل صفوف الجماعة التي لم تتورع عن استغلال كارثة كورونا التي وضعت العالم كله في أزمة.

وأوضح بان في تصريحات لـ” العين الإخبارية”، أن الإخوان فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق غاياتها، والفاشلون اعتادوا اختلاق الذرائع التي تجعل لهم دورًا مهما كان هذا الدور غير أخلاقي.

ورغم إجراءاتها المشددة وتعاملها بحكمة مع أزمة كورونا، لم تسلم مصر من الشائعات الإخوانية التي بدا واضحاً سعيها لتكسير أي محاولة ناجحة في البلاد.

والأسبوع الماضي، اتهم وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، تنظيم الإخوان الإرهابي بترويج شائعات ضد بلاده وعلى رأسها ما تم تداوله من فرض حظر التجوال بالبلاد لمواجهة فيروس كورونا.

واتخذت السلطات المصرية سلسلة إجراءات حاسمة لمواجهة كورونا، أبرزها تخصيص 100 مليار جنيه مصري (6.5 مليار دولار) احتياطي لخطة الطوارئ لمكافحة الفيروس.

ويتفق سامح عيد، الخبير في شئون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية مع ما قاله بان مشيرا إلى أن التنظيم الإخواني المأزوم يسعى إلى بث حالة من الرعب غير المسبوقين في نفوس الشعوب التي يستهدفها خاصة في المنطقة العربية وتحديدًا مصر.

ولم تكد نيران كذبة فرض حظر التجوال تهدأ، حتى وجدت السفارة الفرنسية بالقاهرة في مرمى شائعات إعلامية تركية موالية لتنظيم الإخوان الإرهابي، الجمعة، تنسب لسفيرها ستيفان روماتيه تصريحات غير حقيقية عن فيروس كورونا وتداعياته على مصر.

وحرفت بعض المواقع التركية الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابي فيديو للسفير وترجمته بشكل خاطئ نسبت فيه للسفير روماتيه مقولة: “الوضع سيكون صعبا جدا في مصر خلال الأسابيع القادمة”، في حين أن الرجل كان يتحدث عن إجراءات مشددة ستتخذها القاهر لمواجهة الفيروس.

وتركيا معقل رئيسي لعناصر الإخوان التي فرت من مصر إثر ملاحقتها قضائيا في جرائم إرهابية، ووفرت أنقرة ملاذا آمنا لهم وعمدت إلى استثمارهم كأبواق لترويج عدوانها في سوريا وليبيا.

ونبه بان إلى أنه في كل أزمة “ستجد هذا السلوك غير الأخلاقي من عناصر جماعة الاخوان الارهابية، الذي يعكس تمامًا حجم مرض هذه التنظيمات”.

وتابع: الجماعة بحكم بنيتها ووسائل التربية داخلها تفر دائما من الاعتراف بالخطأ، لا أحد في التنظيم مستعد للنقد، هذا ما يدفعهم تلقائيا إلى تضخيم أزمات الآخرين، هذا الأمر ليس مجرد سوء تقدير بل منهج وممارسة إخوانية دارجة”.

وأكد بان أن تنظيم الإخوان مستمر في التشكيك في قدرات الأقطار على احتواء الأزمة العالمية وهو موقف يتكرر أمام كل أزمة، وهم (أعضاء الجماعة الإرهابية) لن يتركوا طريقا يستطيعون من خلاله إبراز عيوب الدول وفشلها في مواجهة الخطر إلا سيسلكونه.

ولم يكن غريباً أن تطالب أصوات إخوانية يمنية قيادات حزب الإصلاح بتبديل تحالفاتهم على الأرض، وحثهم على التقارب مع مليشيا الحوثي علنًا في وقت تحاول البلاد إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مواجهة فيروس كورونا.

وترجمت بعض القيادات الإصلاحية الإخوانية في اليمن هذا المطلب على الأرض بعد ظهورهم إلى جوار قيادات الحوثية في تعز، وهو ما يؤكد الخيانة للتحالف والتوافق بينهما في الكثير من المواقف.

ويقف الإخوان وإيران في خندق واحد “تحالف الشر” يرسم ملامح علاقاتهما المشبوهة، والتي لم تعد في حاجة إلى كشف أو توضيح لتأكيد عمق وتاريخ هذه العلاقة الإرهابية والشيطانية.

وبات على الحكومة اليمنية أن تدرك جيداً أن محاولاتها لمواجهة فيروس كورونا لا يمكن أن ينسيها استعادتها الشرعية كاملة من الانقلاب الحوثي ومن خلفه إيران، مع النظر لأبعد نقطة لرؤية العلاقة الوثيقة بين الإخوان وطهران، خاصة أن سجل حزب الإصلاح في اليمن مليء بالخيانة والانتهازية وتحالفاته لا تثبت على حال، ويتحرك وَفق أجندات خاصة، حتى لو كانت على حساب الوطن.

وهاجمت وجوه إخوانية قرارات بعض الدول الخليجية بغلق المساجد لمواجهة فيروس كورونا لكنها التزمت الصمت حين قررت تركيا تعليق صلاة الجماعة حتى انحسار الوباء.

وقال سامح عيد إن تشكك عناصر الجماعة على مدار الساعة في جهود الحكومات المبذولة لمواجهة خطر كورونا المستجد، جزء من خطة الجماعة لزعزعة ثقة الشعوب في نفسها وفي قادتها.

وحذر عيد في الاستهانة بالضجيج الإخواني المتواصل قائلا إن على الحكومات العربية أن تعي ضرورة التصدي لمحاولات الجماعة بالإصرار على الشفافية ورصد الشائعات وتفنيدها

متابعة / الأولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى